آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-10:42م

الشباب .. وإزعاج الناس ليلاً بالسهر خارج البيوت

السبت - 03 يونيو 2023 - الساعة 06:02 ص

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


ظاهرة غريبة طفت على مجتمعاتنا ـ مع شديد الأسف ـ وقد أصبح المتسبب فيها عدد من الشباب ( المتسيّب ) الذين لا يطيقون البقاء في بيوتهم ولا ينامون إلا في وقت متأخر من الليل.

وخلال السهر الطويل لأولئك الشباب خارج بيوتهم فإنهم يزعجون الناس ويقلقون السكينة العامة بأنواع المزعجات منها : الحديث الصاخب على الطرقات والشوارع، والرقص على الأرصفة، ورفع مسجلات مركباتهم بأصوات الأغاني الماجنة،

ومنها السير خلف ( السريات ) الخاصة بالأعراس آخر الليل بدراجاتهم النارية مع إطلاق الأبواق بشكل متواصل ومزعج، وغير ذلك من السلوكيات الشائنة.

الغريب أن أولئك الشباب يفعلون ما يفعلون دون رقابة ولا متابعة من قبل آبائهم أو أولياء أمورهم، فيمارسون العادات والسلوكيات السيئة بكل حرية وبما يشتهون، وهذا إنما يدل على خلل بالغ في المنظومة الأسرية وأساليب التربية والتنشئة.

كان آباؤنا وأجدادنا وكنا كذلك إلى وقت قريب لا نعرف عادة السهر، فكان الجميع ينام بعد صلاة العشاء بفترة وجيزة، فتكون الشوارع حينئذٍ خالية خاوية تعمها هدأة الليل وظلمة المساء، ويلفّ السكون الأرجاء فلا تسمع إلا نباح الكلاب أو مواء القطط وأصوات صرّار الليل وجداجد الليل وحتى هذا يتوقف بعد برهة من الزمن.

وما إن دار الزمان دورته وأتت وسائل التكنولوجيا وأنيرت الشوارع والطرقات وأصبح الليل منيراً كالصباح غزتنا هذه العادة الذميمة، عادة السهر خارج البيوت، فجعل الشباب ليلهم نهاراً ونهارهم ليلاً وفسدت أخلاقهم وأخذوا ينامون طيلة النهار تاركين صلاة الفجر في جماعة كارهين العمل والنشاط.

الله تعالى يقول : ( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ) .. قال ابن كثير في تفسيره : ( وقوله تعالى : { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } أي قطعاً للحركة لتحصل الراحة من كثرة الترداد ، والسعي في المعايش في عرض النهار ، { وَجَعَلْنَا اليل لِبَاساً } إي يغشى الناس بظلامه وسواده ،

كما قال : { والليل إِذَا يَغْشَاهَا } [ الشمس : 4 ] ، وقال قتادة { وَجَعَلْنَا اليل لِبَاساً } أي سكناً ، وقوله تعالى : { وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً } أي جعلناه مشرقاً نيراً مضيئاً ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب والمجيء للمعاش والتكسب والتجارات وغير ذلك. ).

وهكذا فإننا بمخالفتنا لسنة الله وطبائع الأشياء، فإن ذلك سيؤثر على إيقاع حياتنا حاضراً ومستقبلاً كما سيؤثر على صحتنا لأن العلم أثبت أن للسهر أضراراً كثيرة وله تأثير بليغ في صحة الإنسان فتجعله شارد العقل ضعيف الجسم مصفر اللون، بما فيها تأثيره على اتساق الساعة البيولوجية في أجسامنا.