آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:54م

رسالة إلى يوسف الفيشي!

الجمعة - 02 يونيو 2023 - الساعة 09:51 م

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


بما أنك من قيادات الصف الأول في الجماعة، توقفت عند محاضرتك "القرآنية"، لتدبر معانياها وتحليل مفرداتها المقدسة، والتي كشفت فيها عن توجهاتكم القادمة بشأن حكم اليمن، ورأيت أن أناقش معكم الأفكار المقدسة التي سردتها في محاضرتك المقدسة. قلت فيها إن الله خص اليمنيين بقائد مقدس واحد يحكمهم، وماعدا ذلك يذوب وينتهي. أي أنك تريد أن يتحول الشعب اليمني بكل توجهاته وتنوعه إلى نسخة مكررة من اتباعكم. ولن نخوض في كلامك حول تأصيل قدسية المقدس حقك، وما هي المعايير التي بموجبها حاز على القداسة، ومن اختاره لليمنيين، ولن ندخل معك في جدل أن اليمن خال من الحزبية والطائفية والمناطقية، فقط قائد وشعب، أي سيد وعبيد، شرحا لما تقصد. وحتى نقتنع بطرحك وبصوابية حديثك عن نعمة وجود القائد المقدس في اليمن، ونطمئن على مستقبل أطفالنا، هل ممكن أن تخبرنا ما هو النموذج المقدس الذي ستختارونه لنا من النماذج الحاكمة المقدسة لآل البيت الأطهار الموجدة حاليا في المنطقة؟ هل هو نموذج خامنئي المقدس في إيران؟ هل هو نموذج سيستاني العراق المقدس؟ هل هو نموذج حسن الضاحية المقدس في لبنان؟ وقبل أن نختار واحدا من تلك النماذج المقدسة، يجب علينا أن نخضعها للدراسة والتحليل، حتى نتمكن من اختيار النموذج الأبرز والأنجح والأقدس لتطبيقه في بلادنا. ولذا دعنا نلقي نظرة خاطفة على تلك النماذج المقدسة: 1. إيران: تمتلك إيران ثروات نفطية وغازية وبشرية تزيد عما تمتلكه المملكة العربية السعودية، ولكنها بالمقابل تعاني من فقر وجوع وتخلف وصراعات وحروب، ونظامها المقدس الحاكم هو نظام منبوذ من معظم دول العالم، وشعب إيران هو الشعب الأكثر تعاسة في العالم، والأكثر تشردا حسب مقاييس وتقارير الأمم المتحدة، مع أن هناك قائد مقدس واحد وانتخابات رئاسية، ولكنها انتخابات بين العمائم السوداء والبيضاء ولا دخل للشعب الإيراني فيها، يعني تقدر تقول إنها زي ما حدث من تداول سلمي للسلطة بين الصماط ومحمد علي الحوثي. هل تعلم أن الحكومة الإيرانية تمول معظم موازنتها من تجارة المخدرات والسلاح؟ وهل تعلم أن إيران الدولة الوحيدة التي لم تستقبل مشردا أو جائعا أو نازحا أو لاجئا أو ضيفا على أراضيها من الدول المنكوبة بحروبها المذهبية؟ 2. العراق: يمتلك العراق ثروات تساوي ثروات السعودية، وتمت إزاحة نظام صدام "غير المقدس" قبل 20 عاما، ولكن الوضع هناك سقط إلى مستنقع لا قاع له، فبحسب خطابات رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، كان يردد أن بلاده تحكمها الميليشيات ولا وجود للدولة فيها، وبإمكان سكان كوكب الارض مشاهدة أدخنة الفقر والجوع والجهل، التي تغطي سماء ذلك البلد العظيم، ونكتفي بهذا! 3. لبنان: الحاكم الفعلي لذلك البلد الرائع هو هاشمي مقدس، ولكن الشعب اللبناني هو الأكثر فقرا ومعاناة وتشردا، ويعيش بلا خدمات وبلا رئيس وبلا حكومة، وحتى الطيور والغربان هجرت بلاد القائد المقدس، ونكتفي. شعوب تلك الدول تتجه وبسرعة فائفة إلى الحضيض، وكل شيء فيها يتناقص ويتراجع وينعدم، بإستثناء العمائم السوداء وأعداد الفقراء والمشردين فهم في تزايد، وتتصاعد أعداد القبور والأضرحة والقباب وساحات اللطم والبكاء والجلد، والظلم والفساد والفقر والجوع. كما نجد أن تلك الدول التي تُحكم بقداسات، تُدار بحكومات فاسدة وعنصرية، ومصدر تمويلها الأهم هو المخدرات وتهريب النفط والسلاح. تلك الدول تُحكم بقادة هاشميين مقدسين، ولكنها مصابة بصراعات مدمرة، وطائفية مقيتة، ومذهبية قاتلة، وحروب مزلزلة، وفقر داقع، وانهيار عملة مخيف، وهروب للشباب إلى الخارج، وفساد فضيع ينهش مؤسساتها، وانهيار بنوك، وتوقف خدمات الدولة، وتتواجد فيها كل جيوش دول العالم. هل ممكن أن تقول لنا مولانا يوسف أي نموذج من تلك النماذج المقدسة هو الأفضل لليمن؟ طبعا الجميع مُجمع بأنكم النسخة الهاشمية الأكثر تخلفا وتعليما بين النسخ السوداء الموجودة في المنطقة، فأي نموذج سيخرج من كهفكم لإدارة اليمن الكبير، اليمن الذي أنتم فيه الأكثر جهالة وتعليما وتهذيبا وفجورا وتفجيرا. طبعا لن نهوي إلى القاع لمناقشة سلحيات يحيى بدرالدين، فروائح كلماته تقوم بالمهمة المقدسة. وإلى لقاء مقدس قادم!