تملكتني الدهشة والغرابة أن يكون هذا الاعتقاد هو الراسخ لدى قيادات دولة تعتبر نفسها شرطي العالمخاصة وأن الدفاع عن مصالح اسرائيل يتخذ طابع الديمومة مع كل الإدارات الأمريكية سواء أكان على مستوى قيادات الحزب الديموقراطي أو الحزب الجمهوريحتى في أشد لحظات الخلاف بين الطرفين لا تتجاوز امريكا الخطوط الحمراء في رعاية المصالح الإسرائيلية خاصة عندما بدأت صفقة القرن إلى النور بمباركة صامتة لبعض الدول العربية حيث تم الاعتراف بالحدود الجديدة لدولة اسرائيل التي توسعت فيها وضمت القدس إليها والأراضي التي استوطنت فيها من الضفة الغربية بل واعترف الرئيس ترامب علناً بأن القدس عاصمة اسرائيل وهذا يأتي لينسف كل الاتفاقيات التي تمت بين الفلسطينيين واسرائيل برعاية أمريكية ودوليةوعند الاجابة على هذا السؤال اتضح أنه لأعتقاد ديني بحث فالجماعات الإنجيلية تدعم إسرائيل من أجل عودة المسيح المخلص وأصبحت اسرائيل الحليف الاستراتيجي الذي لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية التخلص منه في الشرق الأوسط خصوصا بعد صعود الاتحاد السوفيتي في منتصف القرن العشرين وما أصابني بالدهشة أن تكون اعتقاداتهم بهذه السطحية التي ساوضحها كالتالينظموا مؤتمر كبير بعد أن فسر احد القساوسة الانجيليين واسمه جون نيلسون درابي(( أن الجريمة الأكبر في التاريخ هي حين لم يؤمن اليهود بالمسيح)) وخرجوا بهذه العبارة ((سيأتي الرب من جديدوسيحدث هذا عندما تستعيد اسرائيل أرضها وعندها ستكون المعرفة الإلهية منتشرة في كل بقاع الأرض وحركة الانجيليين هذه تؤمن بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس الذي هو بالنسبة لهم المصدر الوحيد للتعاليم المسيحية ويطلبون من المسيحيين الالتزام به حرفيا من وجهة نظرهموأحد أبرز الشخصيات الإنجيلية الذي لازال عائشا واكتسب شهرة واسعة في امريكا والتي من خلالها تستطيع فهم لماذا تدافع امريكا عن إسرائيل هو القس ((بيلي جراهام)) له خطابات سياسية شهيرة وعمل مستشارا روحيا لعدد من الرؤساء الامريكانالاهم ان قناعاتهم قائمة على ثلاث خطايا الخطيئة الأولى عن اول حقبة زمنية عندما خلق الله آدم وعصاه بعد اكل الفاكهةوامره الله ان ينزل إلى الأرضوالخطيئة الثانية عندما عاقب الله البشر بالطوفان الكبير وحمل الاخيار بسفينة نوحوالخطيئة الثالثة وهي التي فيها من الغرابة الكثير حيث يتبادر الى الذهن الخبث الإسرائيليكيف تمكنوا من إقناعهم أن التدبير الإلهي الثالث لا زال قائما ولم ينتهي إلى أن يرينا الإله كيف سيعاقب الجنس البشري على هذه الخطبئةوأشاروا في مؤتمر عقدوه أنه(( سيأتي الرب يسوع شخصيا ليبدأ الفية جديدة وسيحدث هذا عندما تستعيد إسرائيل أرضها وعندها ستكون المعرفة الإلهية منتشرة في بقاع العالم))أصبحت هذه العبارة السياسة المتبعة من قبل الجماعة الانجيليية وبدأوا بالضغط والتأثير على السياسة الأمريكية داعمين بذلك مشروع قيام الدولة اليهوديةحتى أصبح المرشحون الجمهوريون يتحالفون مع القساوسة الانجيليين لجدب اصوات المسيحيين في امريكاهذه هي السياسة المتبعة في امريكا وعلى ضوءها حددت مصير الفلسطينيين وأصبحت أسرائيل تمثل المعسكر الغربي الأمريكي والحامية لمصالحهم في منطقة الشرق الأوسطكلنا نعلم أن أكبر وأقوى مجموعات الضغط اللوبي نفوذا هي مجموعة اللوبي الاسرائيليلا يتشكل فقط من اليهود الامريكان إنما ايضا معهم مجموعات المسيحيين الصهاينة واكبر مؤسسات هذا اللوبي منظمة ايباكأعتقد كلنا نعلم دور ومكانة منظمة ايباك فى التأثير على القرار السياسي الأمريكي وأصبح لا يصدر قرار من الكونجرس إلا بعد موافقة متظمة ايباك عليههذا ملخص لأهم ما ورد في المقال وهنا يكمن سر لماذا تدافع امريكا عن إسرائيليظهر أن السطحية تغلب على معظم ساستهموالمتضرر شعوب العالم قاطبة