آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:54ص

لماذا تدافع امريكا عن اسرائيل ؟

الجمعة - 02 يونيو 2023 - الساعة 01:02 ص

نعمة علي أحمد السيلي
بقلم: نعمة علي أحمد السيلي
- ارشيف الكاتب


تملكتني الدهشة والغرابة أن يكون هذا الاعتقاد هو الراسخ لدى قيادات دولة تعتبر نفسها شرطي العالم
خاصة وأن الدفاع عن مصالح اسرائيل يتخذ طابع الديمومة مع كل الإدارات الأمريكية سواء أكان على مستوى قيادات الحزب الديموقراطي أو الحزب الجمهوري
حتى في أشد لحظات الخلاف بين الطرفين لا تتجاوز امريكا الخطوط الحمراء في رعاية المصالح الإسرائيلية خاصة عندما بدأت صفقة القرن إلى النور بمباركة صامتة لبعض الدول العربية 
حيث تم الاعتراف بالحدود الجديدة لدولة اسرائيل التي توسعت فيها وضمت القدس إليها والأراضي التي استوطنت فيها من الضفة الغربية 
بل واعترف الرئيس ترامب علناً بأن القدس عاصمة اسرائيل 
وهذا يأتي لينسف كل الاتفاقيات التي تمت بين الفلسطينيين واسرائيل برعاية أمريكية ودولية
وعند الاجابة على هذا السؤال 
اتضح أنه لأعتقاد ديني بحث  فالجماعات الإنجيلية تدعم إسرائيل من أجل عودة المسيح المخلص  وأصبحت اسرائيل الحليف الاستراتيجي الذي لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية التخلص منه في الشرق الأوسط خصوصا بعد صعود الاتحاد السوفيتي في منتصف القرن العشرين 
وما أصابني بالدهشة أن تكون اعتقاداتهم بهذه السطحية التي ساوضحها كالتالي
نظموا مؤتمر كبير بعد أن فسر احد القساوسة الانجيليين واسمه جون نيلسون درابي
(( أن الجريمة الأكبر في التاريخ هي حين لم يؤمن اليهود بالمسيح)) 
وخرجوا بهذه العبارة ((سيأتي الرب من جديد
وسيحدث هذا عندما تستعيد اسرائيل أرضها وعندها ستكون المعرفة الإلهية منتشرة في كل بقاع الأرض 
وحركة الانجيليين هذه  تؤمن بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس الذي هو بالنسبة لهم المصدر الوحيد للتعاليم المسيحية ويطلبون من المسيحيين الالتزام به حرفيا من وجهة نظرهم
وأحد أبرز الشخصيات الإنجيلية  الذي لازال عائشا واكتسب شهرة واسعة في امريكا والتي من خلالها تستطيع فهم لماذا تدافع امريكا عن إسرائيل هو القس ((بيلي جراهام)) له خطابات سياسية شهيرة وعمل مستشارا روحيا لعدد من الرؤساء الامريكان
الاهم ان قناعاتهم قائمة على ثلاث خطايا 
الخطيئة الأولى عن اول حقبة زمنية عندما خلق الله آدم وعصاه بعد اكل الفاكهةوامره الله ان ينزل إلى الأرض
والخطيئة الثانية عندما عاقب الله البشر بالطوفان الكبير وحمل  الاخيار بسفينة نوح
والخطيئة الثالثة وهي التي فيها من الغرابة الكثير حيث يتبادر  الى الذهن الخبث الإسرائيلي
كيف تمكنوا من إقناعهم أن التدبير الإلهي الثالث لا زال قائما ولم ينتهي إلى أن يرينا الإله كيف سيعاقب الجنس البشري على هذه الخطبئة
وأشاروا في مؤتمر عقدوه أنه
(( سيأتي الرب يسوع شخصيا ليبدأ الفية جديدة وسيحدث هذا  عندما تستعيد إسرائيل أرضها وعندها ستكون المعرفة الإلهية منتشرة في بقاع العالم))
أصبحت هذه العبارة السياسة المتبعة من قبل الجماعة الانجيليية وبدأوا بالضغط والتأثير على السياسة الأمريكية 
داعمين بذلك مشروع قيام الدولة اليهودية
حتى أصبح المرشحون الجمهوريون يتحالفون مع القساوسة الانجيليين لجدب اصوات المسيحيين في امريكا
هذه هي السياسة المتبعة في امريكا وعلى ضوءها حددت مصير الفلسطينيين 
 وأصبحت أسرائيل تمثل المعسكر الغربي الأمريكي والحامية لمصالحهم في منطقة الشرق الأوسط
كلنا نعلم أن أكبر وأقوى مجموعات الضغط اللوبي نفوذا هي مجموعة اللوبي الاسرائيلي
لا يتشكل فقط من اليهود الامريكان إنما ايضا معهم مجموعات المسيحيين الصهاينة واكبر مؤسسات هذا اللوبي منظمة ايباك
أعتقد كلنا نعلم دور ومكانة منظمة ايباك فى التأثير على القرار السياسي الأمريكي وأصبح لا يصدر قرار من الكونجرس إلا بعد موافقة متظمة ايباك عليه
هذا ملخص لأهم ما ورد في المقال وهنا يكمن سر لماذا تدافع امريكا عن إسرائيل
يظهر أن السطحية تغلب على معظم ساستهم
والمتضرر شعوب العالم قاطبة