العميد زكي الحاج اللحجي .. قصة محزنة مات قبل أن يقبل رأس والدته وتراب أرضه في لحج

مات قائد لواء الدفاع الساحلي العميد زكي عبدالله حسن الحاج اللحجي قبل أن يصل إلى بيته في منطقة هران ليقبل رأس والدته وتراب لحج وعدن التي حرم رؤيتها منذ أكثر من أربع سنوات وتحديدا بعد أحداث اغسطس المشؤومة العام ٢٠١٩م 
التي أزاحت طرف الشرعية الجنوبية من عدن وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق أحمد الميسري
لا اريد الدخول في تفاصيل هذا الصراع وتلاه مواجهات رمال ابين مايو ايار ٢٠٢٠م والتي لم تعالج آثارها وتضميد جروحها حتى اليوم رغم المصالحة والتقارب الاخير

نعود إلى قصة قائد لواء الدفاع الساحلي العميد زكي الحاج اللحجي الذي لاقى ربه مساء أمس الأربعاء وكان في طريقه إلى عدن ولاول مرة بعد اذن معالي وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري له وبلاغ العمليات المشتركة. لكن كان القدر أمامه حادث مروري مؤلم اودي بحياته وسائقه الخاص في الحال 
لكم تتصوروا كيف الآن وضع أسرته أولاده ووالدته الذين كانوا يحلمون العودة إلى أرضهم في عدن أو لحج بعد غياب قسري اربع سنوات عجاف 
قبل خبر وفاته كنت وأركان اللواء العقيد عبدالله سعيد المداري في مقيل طيب الذكر العميد عبدالله عبدربه مدير مالية الجيش وأخبرني عن حلم الفقيد زكي بالعودة إلى بيته ومقابلة وزير الدفاع وزاد أبلغني قيام اللواء بإقامة دورة انعاشية لضباط اللواء في مبني خفر السواحل بشقرة 
والحقيقة كان وزير الدفاع حريص على عودة جميع القيادات والضباط إلى بيوتهم وحريص في نفس الوقت على عدم تعرضهم للاذى رغم أن معظمهم عادوا قبل أكثر من تسعة أشهر. وباتوا يتنقلون بشكل طبيعي. بقي المرحوم زكي وبعض القادة الذي لا يتجاوز عددهم اثنين أو ثلاثة. لكن ليلة البارحة تم التنسيق على دخوله عدن بتدخل وزير الدفاع والعميد الخضر مزمبر والعقيد عبدالله سعيد أركان لواء الدفاع الساحلي. وكانت الفاجعة إمامه إذ لاقى ربه في حادث انقلاب سيارته.
المؤسف أيضا أنه تم ايقاظ وزير الدفاع من نومه وإبلاغه بالخبر ووجه العميد مزمبر وأركان اللواء العميد عبدالله سعيد علي وقائد محور أبين اللواء سند الرهوه بنقل جثمانه إلى ثلاجة مستشفى باصهيب العسكري وحسب رواية العميد مزمبر سيتم تشييعه.. لكن حسب المعلومات وكما أفادني العميد الأركان عبدالله سعيد سيتم دفنه ظهر غدا في مأرب وحسب تأكيده أن تلك كانت رغبة أولاده اعتقد وبهذا حرمت والدته من رؤية جثة فلذة كبدها والقاء النظرة الاخيرة عليه

كم نحن اليوم بحاجة إلى الترفع عن المكايدات السياسية ونلملم مصائبنا ونضمد جروحنا ونتسامح مع بعضنا البعض. حتى الاخوه في مأرب عليهم مواكبة المعادلة الجديدة والاستعداد للتحولات القادمة و التسوية السياسية المزمع إعلانها من قبل الخارج كمشروع لتمديد الهدنة من الحرب وفق الحلول المطروحة التي لم يعلن عنها بعد
رحم الله الفقيد العميد زكي عبدالله حسن الحاج اللحجي واسكنه فسيح جناته وتعازينا لأولاده وإخوانه واسرتهم الكريمة عامة