آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-01:37ص

صناع الخراب وصناع البركة

الثلاثاء - 30 مايو 2023 - الساعة 11:32 م

علوي الوازعي
بقلم: علوي الوازعي
- ارشيف الكاتب


العم أشرف السامعي، أشرف من من كل دهاقنة السياسة الذين يبيعون وطنهم ومواطنهم بيع السارق المحتاج. 
السياسيون حقنا يلهطوا ثمن دمنا ولحمنا واحلامنا وكل شيء يخصنا ،ثم يقعدون بعد ذلك على طاولة فخمة متكدسة بما لذ وطاب من الشراب والطعام ليناقشوا أوضاعنا بدم بارد سامج لا فرق بين شرعية أو حوثي، جميعهم يبيعون ويشترون فينا ،ثم يتباكون بدموع التماسيح على واقعنا... تف عليهم جميعا فردا فردا صباح مساء قبل الأكل وبعده.


هذا الأشرف النبيل يمني لديه جنسية أوروبية ولديه من الأعمال مايجعله في غنى عن وجع الرأس ومتابعة اخبار القرف التي تسبب بها هؤلاء الدهاقين  لليمن الكبير الذين نسميهم زورا ساسة وهم سماسرة أوطان.

ف22 سنة من الاغتراب عن بلاده اليمن لم تنسيه همومه بل كان يتابع نشرات أوجاعها وهمومها فيتفطر قلبه لذلك ألما ويرى معاناة البسطاء فيعتصر كمداً وحسرة لكنه لم يكتفي بذلك بل ذهب الى ماهو أبعد وأجدى  وهو يشاهد، طوابير من الناس تقف كل صباح منتظرة قنينة غاز في بلد الغاز المسروق ،وفكر وقدر مدفوعاً بحمله لهموم ومعاناة أبناء وطنه التي ظلت في جوانحه رغم أنها لم تقدم له شيء وراح يبحث عن سبيل لمواجهة تلك المعاناة وبعد جهد وبحث بالأنترنت عثر على أفران الطاقة الشمسية  فتولدت من ذلك فكرة تحمل في طياتها نوافذ أمل وانفراجه لذلك المجعوث المسمى مجازا مواطن، وليس له من المواطنة غير واجبات تؤخذ منه عنوة وحقوق تصادر عنه غصباً   .

تلك الفكرة لم تظل حبيسة الأدراج طويلاً بل تحولت الى واقع وحقيقة في هيئة صندوق مصنوع من الخشب والزجاج والقصدير والفلين والكرتون المقوى وبعض المسامير يسمى فرن الطاقة الشمسي يتناسب مع واقع اليمني ويجد فيه الباحث عن وقود يكاد يكون معدوماً إذا لم يكن بسبب سياسة الحكومات اليمنية المتعددة فبسبب ظروفه المادية الصعبة .

ولاننسى أن نقول إن ذلك العمل الجبار كان بالإشتراك مع الملهم الفنان فؤاد الشرجبي. 
حيث قاما بالكثير من الأمور الصعبة ليسهلا طريقة الحصول على بديل الغاز، والأحطاب بدعم ذاتي ومساهمات من هنا وهناك ..وفي البداية تم استقدام مدرب أمريكي لذلك الغرض لتصل الأمور في الدفعة الثالثة من صناع البركة لتدريب المتدربين بمدربين يمنيين عادوا بعد تدريبهم إلى المحافظات اليمنية ونشروا الفكرة ودربوا غيرهم ولا زالت هناك دورات أخرى تصب في ذات الغاية صناعة الفرن الشمسي ومنحه للمحتاجين له ممن لا يجدون الغاز والأحطاب لطبخ طعامهم وهي فكرة طيبة تحمل في، طياتها البركة لمن حولك.

نادرون هم من أمثال أشرف  وزميله الفنان فؤاد الشرجبي نادرون كالزئبق لكنهم يظلون موجودون بما يكفي لنتفائل إن في الحياة ممن لا زالوا يفتحون للناس أبواب الخير ونوافذه ويصنعون للبؤساء الأمل.

مثل هذه الأفكار ومثل هؤلاء القادة الملهمون يجب أن يسلط عليهم الضوء وذلك ليقتدي بهم غيرهم أما هم فليس ممن يحبون المديح وربما قرأوا حروفي المتواضعة هنا وأزعجهم ذلك. 

وقبل الختام أود أن أقول إنه قد تم تدريب الدفعة الثالثة في الأسبوع المنصرم بالعاصمة المصرية القاهرة والتي أستهدفت 30مشارك ومشاركة من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية ،ولي الشرف كوني واحد منهم.

علوي الوازعي