آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-11:52ص

سيكولوجيا بعض قيادات الشمال

الثلاثاء - 30 مايو 2023 - الساعة 01:57 م

مصطفى محمود
بقلم: مصطفى محمود
- ارشيف الكاتب


كيف تتعامل بعض قيادة شمال الشمال داخل الصف الجمهوري .مع جهود رئيس الجمهورية رشاد العليمي. مستخدمة اذرعها الدينية والقبلية والسياسية والحزبية داخل مفاصل الشرعية.. منذ ولادة مجلس القيادة الرئاسي  حتى اليوم؟.. هل من استراتيجية سلوكية محددة جرى اتباعها؟ للهجوم المكثف ضد رئيس الجمهورية .. بهدف إعاقة خطاه علۍ طريق استعادة اليمن  وطن ودوله ووحده ؟.. 

هذا هو أحد الأسئلة المنهجية الأكثر إثارة لدى الباحثين المهتمين بتفكيك المشهد اليمني  وتفحص محركاته ومساراته على صعيد المواجهة الخفية المستمرة بين  رئيس الجمهورية رشاد العليمي  لإنجاز مشروع استعادة الوطن  وبين بعض قيادات شمال الشمال واللوبي التابع لها دخل مفاصل الشرعية،  هذه القيادات  المستميتة منذ اربعون عاما  للمحافظة على رصيدها كاملاً في الحكم والنفوذ والفساد حتى من خارج السلطة... منذ ولادة مجلس القيادة الرئاسي  حتى اليوم، تبدي هذه القيادات  عجزاً ذهنياً كاملاً يتجلى بإدراكها الخاطئ لموازنات الزمن الاجتماعي اليمني وايضا بشخص رئيس الجمهورية رشاد العليمي ، بما يوحي أن خيارها الوحيد والحتمي هو إشعال المزيد من الحرائق ونشرالفساد في مفاصل اجهزة  الشرعية من جهة.. وشن الهجوم الاعلامي المكثف على رئيس الجمهورية  من جهة اخرى وهي مغامرات غير محسوبة العواقب.

 مشكله هذه القيادات إنها  تعيش إنكارياً في الماضي أو في اللا زمن، ولا تقرّ بأن رصيدها قد نفذ كلياً، ولذلك ستبقى متأخرة في توقيتاتها ومن حيث لا تشعر تتراكم  أزماتها بما قد يجعلُ أيَّ معالجة عقلانية لها اليوم غير مجديه غدا... فإلى جانب فائض القيمة  (الاستغلال الاقتصادي)، وفائض القهر (الاستبداد السياسي)، وفائض الفساد والاستحواذ و الإذلال (ثلم الكبرياء الوطنية)، التي اغرقت جميها  اليمن وحياة ملايين اليمنيين  طوال عقود من عمر  الجمهورية والوحدة ، يبرز اليوم على مدى  ثمان سنوات من عمر الشرعية (فائض  الفساد وفائض الدم ( الممنهج)  ليكمل دائرة الفوائض اليمنية  الباحثة عن عزاء أو إطفاء أو امتصاص... أين ستذهب هذه الفوائض إذا لم  يتم معالجتها أو عقلنتها خلال مدة قصيرة محددة؟.. فلا شيء يضيع هباءً في قوانين الفيزياء الاجتماعية، إذ لكل فساد سلطوي   رد فعل مجتمعي حتى إنْ تأخرَ، ولكل جريمة سلطوية عقاب حتى إنْ جاء عنفياً أو منفلتاً، وبعد كل تدليس لتلك القيادات  هناك لحظة للحقيقة الاجتماعية.

لا تدرك هذه القيادات واذرعها انها  اذا استمرت في نشر الفساد  داخل مفاصل الشرعية المصاحب لهجوم اعلامي مكثف ضد  رئيس الجمهورية رشاد العليمي واعاقة خطاه في  معالجه هذه  الفوائض. التي ارتكبتها هذه القيادات خلال مسيرتها السلطوية.. سيتحول فائض القيمة بمرور الزمن إلى وعي بالحرمان والمظلومية، ويتحول فائض القهر إلى وعي بالديمقراطية ، ويتحول فائض الإذلال إلى وعي عاطفي بالهوية الوطنية الجامعة.... وجميع هذه الفوائض ستتحول الى سؤال شعبي عام   عن اصل السبب لكل هذا الخراب والدمار والدم الذي يعيشه اليوم.. وبالتالي سيكتشف ان (الحوثي والانتقالي والانفصال والحرب والفقر والخراب   ماهو إلا(نتيجة لسبب سابق اصله  ثمره حكم مايربو عن اربعون عاما من حكم هذه القيادات واذرعها الدينية والقبلية ) .. ولكن الاخطر فوق كل ذلك ان  يتحول فائض الدم إلى ثأر مجتمعي  شخصي من هذه القيادات واذرعها   التي تعمل بجهلها وحقدها  الأعمى الحالي على صناعة عنف شامل قادم خارج السيطرة، إذا لم تقر فعلياً وإجرائياً أن استعادة الوطن  واصلاح فساد الوحدة الوطنية..  بات أمراً ليس ضرورياً لمعالجة أزمات ولحقن الدماء القادمة وحسب. بل ايضاَ حفاظا على هذه القيادات نفسها . 

الهجوم الإعلامي المكثف ضد رئيس الجمهورية عقب صدور قرار معالجه اوضاع خمسون الف مواطن جنوبي ابعدتهم من وظائفهم  هذه القيادات واذرعها الدينية والقبلية والسياسية واستمرار الهجوم يقدم أدلة على أن ثمة أنماط سلوكية متواترة أدت إلى بروز نسق سيكولوجي متعدد المستويات في أداء هذه القيادات وابواقها واذرعها ، يستهدف استنزاف الجهود الإصلاحية  لرئيس الجمهورية لإيصاله إلى نقطة الجزع واليأس والتسليم باستحالة استعادة الكيان اليمني المحطم.. وهذا النسق يجدر مقاربته من زوايا نظرية متنوعة، بما قد يقدم إجابات أولية متعددة لسؤالنا المطروح في بداية المقالة