بعد سنوات من الحرب والسلم مع مليشيات الحوثي الإرهابية، وأنا أتابع سلوك هذه الجماعة الدموية التي لا يملك قادتها ذرة من المروءة أو الإنسانية أو الضمير الحي في تعاملها ليس مع عدوها وإنما اتحدث في تعاملها مع أهالي مناطق سيطرتها من المواطنين المغلوب على أمرهم، وكذلك في تعاملها مع المغرر بهم في صفوفها والذي لا يوحي بأن هذه الكائنات الحوثية تنتمي للبشرية بأي صلة.
فهي لا تكترث بأفاعالها الدموية والشيطانية ولا يوجد لديها وازع ديني أو ضمير إنساني يردعها وينهيها عن ممارساتها الاجرامية، فتزرع الأرض بالألغام والعبوات الناسفة وهي تعلم أن المواطنين هم ضحايا ألغامها وعبواتها وهي لا تبالي بذلك.
ليست الأرض وحدها من تلغمها وتفخخها هذه الجماعة، بل تعمل على تلغيم عقول الأطفال وتفخيخها بفكرها الطائفي المنحرف وتدفع بهم الى حربها العبثية ليدمروا وطنهم ويقتلوا أهلهم.
ومن جرائم هذه المليشيات التي تثبت عدم صلة الكائنات الحوثية بالبشر هي ابتلاعهم وتلذذهم بنهب وسلب حقوق المواطنين في مناطق سيطرتها، وجعلهم يتضورون ويموتون جوعا وحقوقهم في بطون قادة المليشيات الإرهابية الحوثية.
فهذه المليشيات لم تكتفي بسرقة مرتبات المواطنين لمدة 8 سنوات فحسب بعد سرقتها للبنوك وموارد الدولة بل تعدت على حقوقهم التي تمنحها المنظمات الدولية، فهي تستلم جمارك وإيرادات الإغاثات المقدمة من المنظمات الإنسانية، وبعدها ترفض السماح للمنظمات بتوزيع المواد الغذائية وتشترط الجماعة أن تسلمها هي وتذهب بها الى السوق السوداء لبيعها.
جشع الحوثيين واجرامهم وأكلهم حقوق الناس لم يتوقف عند بيع الاغاثات الإنسانية بل ذهبت لأخذ الخمس من مال المواطن والتاجر، أكان تاجر أو مزارع أو أيًا كان من أصحاب الدخل المحدود الذي يعيل منه أسرته .
ومع كل هذه المجاعة والنهب للمواطنين لم تكتفي المليشيات بتلك الممارسات، بل عمدت إلى التضييق على التجار من خلال الجمارك التي أنشأتها على مداخل المحافظات التي تسيطر عليها، ويعود هذا بشكل سلبي وكارثي على المواطنين برفع الأسعار عليهم وهم دون رواتب ولا رزق للقمة عيشهم إلا ونافسهم به جشع وسطو الحوثي الإجرامي.
ولم تقنع جماعة الحوثي بما في بطونها المتخمة والمنتفخة من حقوق المواطنين وهي تسمع لأنين الجياع وتراهم يموتون من شدة الجوع، في حين يطيب لها ابتلاع أموالهم، فذهبت للتنكيل بالتجار، تارة بدفع المجهود الحربي وتارة أخرى بدفع نفقة إحياء المولد النبوي، وبهذا تضاف مأساة على المواطن لأن التاجر يضيف كل النفقات من دكانه على أسعار السلع ليتحملها المواطن المطحون الذي لم يرى راتبه منذ 8 سنوات .
عملت هذه المليشيات على قتل الشعب لتعيش برافهية مطلقة وبطون متخمة بحقوق الجياع، فتفرض على الميسورين والتجار بدفع الزكاة لها، ولم تترك للجياع والفقراء الذين قهرتهم الفاقة الى رغيف الخبز، فرقّت قلوب بعض التجار وأرادوا اعطاء الجياع من أموالهم في شهر رمضان بعد أن دفعوا الزكاة لبطون بهائم الحوثي، فجن جنون المليشيات وذهبت لإيقاف عمليات التوزيع ومنع هذا التاجر من اعطاء الزكاة، وقد شاهد العالم الكارثة التي راح ضحيتها المئات من الفقراء في صنعاء بعد تدخل الجماعة الحوثية بالقوة لمنع التوزيع.