آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-06:19م

الحياة

السبت - 27 مايو 2023 - الساعة 02:59 م

جاكلين أحمد
بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


لم تكن الحياة سهلة ولابسيطة لكننا حاولنا أن نجعلها سهلة وبسيطة بتقبلنا لها ومحاولاتنا المتكررة على التأقلم مع ما فاجأتنا به وما لم تأخذنا رأينا فيه . 

الحياة ليست مجرد أيام وأسابيع وشهور وسنوات بل هي أكثر من ذلك هي ما استطعت أن تفهمه ومالم تستطع، ما احببته ومالم تستطع أن تتخطاه لكنك ابتسمت في كل مرة ابتسامة راضية رغم مايخفيه قلبك من عدم الرضا. 

الحياة ليست تلك الحبيبة الحانية الطيبة بل هي معلمة قاسية تعطيك درس مع كل كف تصفع به خد أيامك ولياليك ثم تعود لتخبرك أنك أبنها المدلل الذي تقسو عليه ليتعلم عندما يصبح وحيدا بين سنوات عمره. 

لايستطيع أحد منا أن ينكر أنه تعلم منها الكثير وفهم الكثير رغم الحقد والكره الذي يكنه لها في كل مرة كشرت فيها عن أنيابها في وجهه وقادته بلا رحمة نحو خيارات لا يمكنه أن يصدق أنها له. 

ولايمكن لنا أن لانعترف بأننا لانملك خيارا أخر غير الاستسلام حينا والاصطدام بقسوتها حينا  ولا يمكننا أن لا نحاول ونعيد المحاولات ثم نقف على حافة اليأس نراود أنفسنا على أن نقبل بها كما هي رغم أننا لانحبها ولانستطيع أن نكرهها وخاصة إن كان مع حبيب قاسي كالحياة لايحبك ولايكرهك. 

لم تكن الحياة صديقة دائمة لي ولم تكن عدوتي اللدودة لكنها علمتني أنها لاتحب من يستسلم أمامها دائما ولا تكره من يعاندها وينازلها في رغباتها.

٤٣ سنة مرت فيها على أزقة الحياة التي خبرت والتي لم أخبر تعلمت بكيت وضحكت، ندمت وتأكدت . كنت واضحة  ولم أكن على علم عشت سعادة غامرة وحزن كبير رضيت بما اعطتني أياه رغم رغبتي باشياء وأمنيات أخرى  لم أصل اليها . تعلمت دروس ومازالت تصفعني كف تلو الآخر لدروس جديدة. 

وربما لن تقف الحياة يوما عند حزني أو سعادتي رضاي أو رفضي، رغباتي و ما تمنيت لكني أؤمن أني سأبقى معها في نزال ماحييت.