آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-07:25م

السيد من قيادة اللجان إلى قيادة الحزام

الخميس - 25 مايو 2023 - الساعة 10:46 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


  عندما هاجمت عناصر القاعده محافظة أبين و سيطرة على معظم مدنها بما فيها العاصمة زنجبار ، حينها تخلت الدولة عن واجبها و أنسحبت من المشهد معظم قواتها العسكرية و الأمنية ان لم تكن جميعها  تاركة مواطني المحافظة ليواجهون مصيرهم ، و هو الأمر الذي أضطر فيه المواطنون إلى ترك منازلهم في عملية نزوح لم يشهد لها الوطن العربي مثيلاً قديماً و حديثاً و كانت تجمعاتهم بالألآف في مدارس عدن و مرافقها الحكومية كانت شاهدة على ذلك النزوح و بؤس نازحية ، و كان تزاحم النساء و الأطفال في تلك المرحلة على إستخدام المرافق الصحية و الحمامات و تزاحمهم و طوابيرهم  أيضاً على أبواب المنظمات لمناظر مؤلمة جداً لمن شاهدها و عايشها و لا تزال ذكراها مؤلمة رغم مرور السنوات على تجاوزها ..

 في ذلك الوقت العصيب كان على شباب أبين أن يتصدوا بأنفسهم للقاعدة و الدفاع عن مدنهم و تحريرها فتم تشكيل اللجان الشعبية في مختلف مناطق المحافظة و كانت مدن الدلتا و الساحل من نصيب القائد عبداللطيف السيد فقام بتشكيل اللجان فيها و توزيع المهام على شبابها و أستطاعوا أن يثبتوا قدرتهم على مقاومة القاعدة و أثبتوا أن بالأمكان ذلك رغم الفارق في العدة و العتاد و التدريب و المعنويات و خاصة بعد إنسحاب الجيش و الأمن و هذا الأمر بالذات ساعد في أن تتبنى القيادة السياسية و العسكرية في تبني حملة عسكرية شاملة و بمساعدة اللجان الشعبية تم تحرير مدن الدلتا ، كما استطاعت أيضاً اللجان الشعبية في لودر بقيادة الشهيد البطل حوس من التصدي للقاعدة و منعهم من دخول مدينتهم و تم دحرهم و بذلك تحررت محافظة أبين بالكامل ..

 بعد العملية العسكرية الناجحة لتحرير أبين التي قادها الشهيد اللواء سالم قطن بالتعاون مع اللجان الشعبية بقيادة عبداللطيف السيد فقد كانت هناك مهمة أكبر تقع على عاتق السيد و هي كيفية المحافظة على النصر و أستتاب الأمن و الإستقرار و تطبيع الحياة و عودة النازحين و خصوصاً و النازحين كانوا لا يثقون في الحكومة بعد أن تخلوا عنهم مسبقاً ، لذا فقد تحمل المهمة القائد السيد و لجانه الشعبية و عملوا جاهدين و قدموا الكثير في سبيل ذلك و قادوا عملية أمنية واسعة بالتعاون مع أمن الحكومة نتج عنها أستقرار ملحوظ ساعد الحكومة و السلطات المحلية في تبني مشاريع تنموية و خدماتية و إعمار أقنعت النازحين بالعودة إلى منازلهم و ترك مدارس عدن و مرافقها الحكومية ..

 لن أتحدث عن دور السيد و اللجان الشعبية في حرب 2015م و مقاومة الإجتياح الحوثي لأن ذلك معروفاً لدى الجميع ..

   حتى اليوم و منذ أن تولى قيادة قوات الحزام الأمني بأبين فالسيد لا يألوا أو يدخر أي جهد في الحفاظ على الأمن في المحافظة دون ضجيج و بتناغم و تعاون مع  إدارة أمن أبين بقيادة الكازمي فالثنائيان يحققان نتائج طيبة على الصعيد الأمني ..

  من منا سينسى مظاهر و صور و مشاهد المعاناة التي عاشها نازحوا أبين و عودة تلك الألآف منهم إلى منازلهم كان التحدي الكبير للقائد عبداللطيف السيد و الذي دفع ثمنه من جسده و اخوانه و أقاربه و جنوده و زملاءه ، لذا فلا قرابة أن أُطلق عليه لقب سيد أبين .