آخر تحديث :الأحد-12 مايو 2024-08:25م

لن يرضى الرفاق

الخميس - 25 مايو 2023 - الساعة 07:44 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


استكمل  فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي في خطابه بالعيد الوطني الثالث والثلاثين للجمهورية اليمنية المغدور بها شهادة من سبقوه من القيادات الوطنية عن اخطاء اخر الانظمة الجمهورية واجملها في التاريخ اليمني  المعاصر بحق القيادات الاشتراكية المشاركة في تحقيق الوحدة  ، وخصص خطابه الرصين بالمناسبة لاستعراضها وبيان خطبها عليهم لدرجة الادانة الكاملة والصريحة لها ، مستنكرا المظالم التي طالت الشريك السياسي في الوحدة وقيادته من مختلف المراتب والدرجات .
وتمثل اعترفاتهم المعلنة قمة الشجاعة والوطنية والاخلاص ، ان لم تكن اعلانا عن تكفير ذنوب مشاركتهم فيها ، وازحة حملها الثقيل عن ضمائرهم الوطنية والاخوية والاستراحة من منغصاتها . وتكشف صدق نواياهم لاصلاح مايمكن اصلاحه منها ، وهي بحد ذاتها مناسبة لاعادة بناء الثقة لقادة المرحلة كشتراطٌ اساسي لاعادة بناء وحدة الصف  الوطني المتصدع من كل اتجاه بفعل تداخل الاسباب والعوامل والاطراف الداخلية والخارجية في الاحداث التي تشهدها اليمن .
وعمل الرفاق الجدد من هذه الاعترافات التاريخية الشجاعة مباكاة على حوائط الفضاء الاكتروني ، مذكرين العالم بان اسالفهم الابطال قد ذهبوا ضحية للوحدة ، وبان هناك من ياتمر لذبحهم من جديد . متجاهلين بانهم ضحايا لفهمهم المقلوب في الحياة والسياسة التي انتجت نظاما ودولة جنوبية فاشلة تمثل سباقها على الموت الجماعي والقيادي بدلا من البناء والتنمية .
ولم تزل عقلية هولاء النفر ،  متوقفة عن الدوران الا في استخلافها لدوامة الدم وتعطشهم له وما احداث عامي ثمانية وتسعة عشر ببعيد غير مراعين حرمة العربات التي يقتلون بها اخوانهم من ابناء جنوب اليمن .
اذاً لن يرضى الرفاق الجدد عن هذه الاعترافات والشهادات التاريخية المنصفة والعادلة لهم ، ولو  جرى منحهم حكم اليمن والجزيرة على طبق من ذهب ، ستظل عيونهم على دولة عدن المنشودة والمفقودة وهم غير مؤهلين للحكم الا فيها ، وغير قادرين على الخروج منها ، وقد وجدوا من ينفخ في ذراعهم ويشجهم على السير في الاتجاه الخاطئ ، وصار بحوزتهم اليوم السلاح وهو غاية ماينشدون في دنياهم . 
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوه كم  قوام هولاء الرفاق الذين اصابهم الضيم الوحدوي  ؟ بالتأكيد لن يتجاوز تعدادهم مائة الفا ، و نظرتهم  للوحدة نظرة الموت المحقق ، بينما ينظر  قرابة سبعة مليون مواطن من ابناء جنوب اليمن لها بانها الحياة الحقة لهم ، بغض النظر عن افتخارهم  بمنجزاتها التنموية والكبيرة والتي تغطي عين الشمس ، ورغم ذلك لانريد الظلم يلحق حتى بمواطن واحد في جنوب اليمن وشمالها . 
وفي ضوء هذه المعطيات  لن يرضوا عنكم الرفاق الجدد ، ولو اطعمتهم الوحدة المن والسلوى . فاقناعتهم بالفقر والتخلف راسخة وغير قابلة لزوال ، وان غرقهم التحالف في مفاسد الحياة  والمال غائبا عن وعيهم غير الموجود اصلا بان الشعب لن يرضى بعودة حكمهم القمعي من جديد.