آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-12:21ص

عن الوحدة في عيدها

الأربعاء - 24 مايو 2023 - الساعة 07:36 م

وليد الحالمي
بقلم: وليد الحالمي
- ارشيف الكاتب


ما أعتقد إن الجنوبيين عاد لهم (شف) في الوحدة بعد هذه المعاناة وبعد قوافل من الشهداء والجرحى قدمها الجنوبيون اعتقد (حلئتهم) أن يقعوا أو يعودوا لنفس الخطأ الذي وقعوا فيه وهذا تجده ملموس وواقع حتى عند الطفل أو من جيل اليوم والحاضر، صحيح لم يعايش دولة الجنوب لكنه عايش أوضاع صعبة ومشقة ومتاعب ما بعد الوحدة أو شاهدها على ملامح والده أو سردها له والده في حكاية وقصة. 
انتهت الوحده فعليا وواقعيا فلم يتبقى منها غير (حبتين كلام) على التواصل الاجتماعي وفي المواقع والأخبار وتناقصت مكانتها نظرا لعدم الرضى عن طريقة ميلادها أو لانها بطريقة غير مشروعة تمت لأن الجنوبيين لم يستفيدوا من الوحدة بل خسروا كل ما لديهم وسلبت حقوقهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم.

الوحدة حالة حب فقط بعدها ركبت عليها الكراهية بسبب حالة الاستقواء وإلغاء الآخر ثم اُستخدم لاحقاً حالة حبني بالغصب التي نفر منها أبناء الجنوب ومع هذا ظل الإصرار يركب الرؤوس وظلت الوحدة زجاء وقوة وعرور قدام على الرغم من الأخطاء الواضحة التي أنتجت مراحل مختلفة من عدم استقرار الأوضاع بفعل إحساس الجنوبيون بالغبن واعلانهم ثورة لاستعادة حقوقهم وكرامتهم ودولتهم على أساس كل واحد له أرضه بحسب العلم من ( الحجر إلى الوقرة ) وبحسب عوائد ما قبل عام 90م وما كرعه الطشه (ومن غلس اوي بيته)

الوحدة كانت عند الجنوبيون في بادئ الأمر عمل مقدس والكل يعرف ذلك أشد المعرفة عندما كانت شعارات الوحدة وجبة  يتناولها الجنوبيون صباح ومساء بعدها ذهبوا بقضهم وقضيضهم تسبقهم النوايا الصادقة المنطلقة من مبدأ عربي قومي بحت على الرغم من أن  القومية كانت أشبه بعلكة انتهت رائحتها العطرة بفترة زمنية وجيزة.

ولذلك ماذا لو كانت الوحدة قد أخذت حق أبناء الشمال واستحوذ الجنوبيين على أرضهم وجرى اقصائهم وظلمهم مثل الذي حدث في الجنوب هل تستمر الوحدة وهل يرضى أبناء الشمال بذلك؟، احسبوها صح لا يمكن أن يقبل الظلم ولا بقاء مسبباته ومعطياته وعوامله، وإذا كانت الوحدة لم تنتهِ من منظوركم فعّلوها في قلوب الجنوبيون وأخرجوهم كما خرجوا عام تسعين فرحين ومستبشرين يحتفلون بها.

بأي طريقة ستقنعونهم بالعودة إلى (بين العملين) كما يسمون الأجداد ذلك.