آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:52م

ما زال الحلم يتجدد يا أيار؟

الثلاثاء - 23 مايو 2023 - الساعة 10:20 ص

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


لايختلف إثنان منصفان على أن لفظة الوحدة في معانيها ذات دلالة عظيمة وغاية نبيلة ومقصد جليل خصوصا لو صاحبها صدق النوايا وصفاء القلوب وإرادة التغيير لذلك عرف رواد الحركة الوطنية الاوائل  جنوبا تلك المعاني الخفية فكانوا محبين لها وداعين إلى تحقيقها بل أتخذوها شعارا لهم يرددونه في كل صباح ومساء وهدفا يرافق مخيلتهم أصروا على تحقيقه وكل ذلك ينم عن عظيم فكرهم وبعد نظرهم من أجل أن تنعم حياة الاجيال القادمة حينها بمستقبل رغيد وحياة كريمة .

لقد عرف الالمان ذات يوم بسنة 90م، قيمة حلم الرواد الأوائل فحققوا وحدتهم وصنعوا نموذج ناجحا يحتذئ به لوطنهم ثم أصبحوا في مصافي الدول الكبرى  ليثبتوا  لنا إن العيب ليس في الوحدة ذاتها  التي ولدت كمولد برئ وإنما كان الخلل في صانعيها الذين لم يضعوا الأسس الصحيحة ولا الأرضية السليمة  فقد ذهب حاكمين عدن بجناح واحدة ومنهكين القوى و باحثين عن مأوى بينما تلقف حكام صنعاء الفرصة وقلب الطاولة عليهم وظن المنتصرون بصنعاء أن القوة وحدها تخلد المنجزات الوطنية وذلك تفكير ضئيل أنتج الفشل حتى تهدم المعبد فوق صانعيه فتحولت كل تلك  الابتسامات العريضة غداة التوقيع إلى حرب ضروس وأصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم ودمروا الوطن بحماقاتهم السياسية وصنعوا أزماته التي ستظل  تلاحق شبابه  جيل بعد جيل مالم يتحقق النصر .

لقد أثبتت تلك  المشاريع الوهمية  البازغة من ركام الحرب أنها مكسورة الجناح منزوعة الإرادة ولا تستطيع التحليق نحو أحلامها وإنما تسوق الوهم لأنصارها وتطبق أدوات الطامعين لذلك لايمكن للجهوية ولا العنصرية ولا المناطقية والسلالية ولا الأمامية أدوات الطامعين أن تبني وطن ولا أن تصنع مستقبل جميلا لأنها أنانية تعيش من أجل ذاتها وملذاتها وأرصدتها البنكية وتسوق شعارات الوهم والزيف لجماهيرهم المخدوعة.

حقا إنني أناديك يا أيار؟ ياشهر الضياء والنور أن تبث عظيم الأمل في نفوس الأحرار وتؤكد لهم أنه مازال في الوطن  ثوار حماة الوطن  عشاق السيادة يحملون  الأمل وشعلة النصر . 
 
لقد أصبح يقينا لدى معظم أحرار الوطن أن صناعة نموذج إتحادي سليم ورصين سوف  يضمن لكل الاطراف السياسية حقوقها  في إدارة شئونهم  وسيحقن الدماء ويجلب السلام وينهي الحرب ويحقق السيادة ويرسم الابتسامة على محييا المواطنين بعد سنوات عجاف من الضياع والوجع والفقر وفقدان الدولة ورحم الله شاعرنا  البردوني حين قال

ويخلف الليل فجر نائما

وغدا يصحو فيجتاح الظلام

وغدا تخضر أرضي وترى

في مكان الشوك وردا وخزامى