آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

الكهرباء والحلم المستحيل

الإثنين - 22 مايو 2023 - الساعة 05:10 م

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


في ظل هذه المعاناة الشديدة، التي يعاني منها المواطن في عدن ،  ومعاناة قد لا يتحمله أي مواطن في دولة أخرى ، بسبب ضعف وتردي الخدمات ، وخاصة وضع الكهرباء في عدن ، التي اصبحت حلم بعيد المنال امام المواطن في عدن .

 و تحت ظل طقس حار لا يرحم ، وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة والمريرة التي يمر  بها المواطن ،  من تدني المرتبات الشهرية ، وضعف قيمتها أمام سقوط حاد للعملة الوطنية . وارتفاع كبير في سعر الدولار ، مما ضاعف من ارتفاع الأسعار والغلاء ، على جميع المنتجات والأغراض الشرائية ، التي يحتاجه المواطن ، إضافة الى ذلك معاناة مستمرة في مواجهة  طقس حار شديد ، ودرجة رطوبة عالية  قد لا يستطيع اي إنسان  تحمله ، حيث تجتاح عدن من كل سنة ، ستة أشهر  فصل صيف حار شديد ورطوبة عالية ، و انعدام خدمة الكهرباء المتدنية التي لم يصلح حالها ، منذ ثمان سنوات من الحرب الغاشمة على عدن ، مما دفع الناس إلى شراء مولدات صغيرة وبطاريات طاقة  ، قد تحفف عنهم لهيب وجحيم  الصيف في عدن ، و من مرتباتهم الشحيحة  والمتواضعة ، التي لم تكفي لسد حاجتهم او جوعهم ، و لكن الناس ربطت الأحزمة ، للنجاة من جحيم عدن الذي لا يطاق ،  وأغلب الناس من استلف وأخذ قرض ،  وهناك من دفع بالتقسيط ، مضطر  ومجبرا على ذلك ، رغم الظروف القاسية و الصعبة ، والشحيحة التي يعاني منها المواطن في عدن ، حتى ينعم بقليل من البرودة ، ويخفف عنه حرارة الطقس الحار ،  وقليل من الضوء الذي سرق منه ، في ظلمة الليل القاتمة ، ورشفة ماء بارده  تحت لهيب  شمس حاره محرقة يبل بها ريقه ، ذلك هو اقصى ما يتمناه المواطن في عدن ، وما أن بدأ الناس في تشغيل هذه المولدات الكهربائية الصغيرة ، لعل تخفف عنهم هذا الحر الشديد وما يعانيه الناس ، حتى ارتفعت اسعار الوقود من البنزين والديزل ، وكأن الحكومة ، لا تهتم لمعاناة المواطن،

 او لم تعد استغاثة الناس او المواطن مستجابة لدى الحكومة ، ولم تعد الحكومة تهتم لمعاناة الناس وحاجتهم ، بل على العكس تعمل الحكومة وفق منظور اهتمامها واحتياجها هي فقط ،  و حين يكون هناك إجماع وطني متفق عليه ، من قبل الرأي العام والإعلام وبقية أفراد المجتمع وكافة أفراد الشعب ، أن الكهرباء هم كبير يعاني منه المواطن في عدن ، ويجب ان توفر الحكومة كل امكانيتها وشحذ كل طاقتها ، لمعالجة هذا الخلل الكبير الذي يؤرق الناس صباحا ومساءا ، وليس استئجار مولدات صغيره من تجار وسماسرة الدفع المسبق ، أو انتظار دفعات الديزل المكرمة السعودية ، ويعاني الناس حتى لهيب الحر ، حتى تأتي دفعة الديزل من السعودية،  تعجز الحكومة عن توفير الطاقة الكهربائية للمواطن ، وهو اقل ما يمكن أن تقدمه الحكومة للمواطن، لم تجد الحكومة الحل الأمثل لمشكلة الكهرباء ، التي يعاني منها البلد والمواطن لسنوات عديدة ، لو ان  الحكومة سخرت كل تلك الإمكانيات ، والدعم والاموال الذي تحصلت عليه الحكومة الشرعية ، وبدل من ايجار مولدات مهترئة ومنتهية الصلاحية ، وصيانة محطات قديمة قد عفا عليها الزمن ، منذ  انتهاء الحرب في عدن والمناطق المحررة ، لكان تم إنشاء محطات كهربائية جديدة  ، مع احتياط وافر من القوة المستهلكة ، ولكن فشل الحكومة في ايجاد حل لمواجهة عجز الكهرباء ، خلال ثمان  سنوات من انتهاء الحرب في عدن  والمناطق المحررة ، دليل واضح أن الفساد طال أجهزة الدولة ومؤسساتها ، ولم يعد بالإمكان أفضل مما كان ، حتى اضحت الكهرباء مستعصية على الحل ، بل صارت حلم بعيد المنال على كل  مواطن .

بدأ الامتحانات للطلبة الثانوية العامة ، في ظروف قاسيه جدا معاناة شديدة القسوة ، يمر بها الطلبة تحت درجة حرارة مرتفعة ورطوبة عالية جدا ، وكأنهم يعصرون انفسهم في الفصل وهم يغتسلون بالماء عرقا ، كيف يستطيع هؤلاء الطلبة اداء الامتحان في ظل هذا الوضع ، وهل يستطيعون الطلبة الإجابة عن الامتحان النهائي للثانوية العامة.

ارحمونا . !