في ظل هذه المعاناة الشديدة، التي يعاني منها المواطن في عدن ، ومعاناة قد لا يتحمله أي مواطن في دولة أخرى ، بسبب ضعف وتردي الخدمات ، وخاصة وضع الكهرباء في عدن ، التي اصبحت حلم بعيد المنال امام المواطن في عدن .
و تحت ظل طقس حار لا يرحم ، وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة والمريرة التي يمر بها المواطن ، من تدني المرتبات الشهرية ، وضعف قيمتها أمام سقوط حاد للعملة الوطنية . وارتفاع كبير في سعر الدولار ، مما ضاعف من ارتفاع الأسعار والغلاء ، على جميع المنتجات والأغراض الشرائية ، التي يحتاجه المواطن ، إضافة الى ذلك معاناة مستمرة في مواجهة طقس حار شديد ، ودرجة رطوبة عالية قد لا يستطيع اي إنسان تحمله ، حيث تجتاح عدن من كل سنة ، ستة أشهر فصل صيف حار شديد ورطوبة عالية ، و انعدام خدمة الكهرباء المتدنية التي لم يصلح حالها ، منذ ثمان سنوات من الحرب الغاشمة على عدن ، مما دفع الناس إلى شراء مولدات صغيرة وبطاريات طاقة ، قد تحفف عنهم لهيب وجحيم الصيف في عدن ، و من مرتباتهم الشحيحة والمتواضعة ، التي لم تكفي لسد حاجتهم او جوعهم ، و لكن الناس ربطت الأحزمة ، للنجاة من جحيم عدن الذي لا يطاق ، وأغلب الناس من استلف وأخذ قرض ، وهناك من دفع بالتقسيط ، مضطر ومجبرا على ذلك ، رغم الظروف القاسية و الصعبة ، والشحيحة التي يعاني منها المواطن في عدن ، حتى ينعم بقليل من البرودة ، ويخفف عنه حرارة الطقس الحار ، وقليل من الضوء الذي سرق منه ، في ظلمة الليل القاتمة ، ورشفة ماء بارده تحت لهيب شمس حاره محرقة يبل بها ريقه ، ذلك هو اقصى ما يتمناه المواطن في عدن ، وما أن بدأ الناس في تشغيل هذه المولدات الكهربائية الصغيرة ، لعل تخفف عنهم هذا الحر الشديد وما يعانيه الناس ، حتى ارتفعت اسعار الوقود من البنزين والديزل ، وكأن الحكومة ، لا تهتم لمعاناة المواطن،
او لم تعد استغاثة الناس او المواطن مستجابة لدى الحكومة ، ولم تعد الحكومة تهتم لمعاناة الناس وحاجتهم ، بل على العكس تعمل الحكومة وفق منظور اهتمامها واحتياجها هي فقط ، و حين يكون هناك إجماع وطني متفق عليه ، من قبل الرأي العام والإعلام وبقية أفراد المجتمع وكافة أفراد الشعب ، أن الكهرباء هم كبير يعاني منه المواطن في عدن ، ويجب ان توفر الحكومة كل امكانيتها وشحذ كل طاقتها ، لمعالجة هذا الخلل الكبير الذي يؤرق الناس صباحا ومساءا ، وليس استئجار مولدات صغيره من تجار وسماسرة الدفع المسبق ، أو انتظار دفعات الديزل المكرمة السعودية ، ويعاني الناس حتى لهيب الحر ، حتى تأتي دفعة الديزل من السعودية، تعجز الحكومة عن توفير الطاقة الكهربائية للمواطن ، وهو اقل ما يمكن أن تقدمه الحكومة للمواطن، لم تجد الحكومة الحل الأمثل لمشكلة الكهرباء ، التي يعاني منها البلد والمواطن لسنوات عديدة ، لو ان الحكومة سخرت كل تلك الإمكانيات ، والدعم والاموال الذي تحصلت عليه الحكومة الشرعية ، وبدل من ايجار مولدات مهترئة ومنتهية الصلاحية ، وصيانة محطات قديمة قد عفا عليها الزمن ، منذ انتهاء الحرب في عدن والمناطق المحررة ، لكان تم إنشاء محطات كهربائية جديدة ، مع احتياط وافر من القوة المستهلكة ، ولكن فشل الحكومة في ايجاد حل لمواجهة عجز الكهرباء ، خلال ثمان سنوات من انتهاء الحرب في عدن والمناطق المحررة ، دليل واضح أن الفساد طال أجهزة الدولة ومؤسساتها ، ولم يعد بالإمكان أفضل مما كان ، حتى اضحت الكهرباء مستعصية على الحل ، بل صارت حلم بعيد المنال على كل مواطن .
بدأ الامتحانات للطلبة الثانوية العامة ، في ظروف قاسيه جدا معاناة شديدة القسوة ، يمر بها الطلبة تحت درجة حرارة مرتفعة ورطوبة عالية جدا ، وكأنهم يعصرون انفسهم في الفصل وهم يغتسلون بالماء عرقا ، كيف يستطيع هؤلاء الطلبة اداء الامتحان في ظل هذا الوضع ، وهل يستطيعون الطلبة الإجابة عن الامتحان النهائي للثانوية العامة.
ارحمونا . !