آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-06:18ص

مازالت لعنة الصها ينة تلاحقنا إلى عقر دارنا

الإثنين - 22 مايو 2023 - الساعة 02:39 م

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


   أن يعبث الصهاينة المستوطنون في ديار العرب فهذا أمر قد عرفناه لأكثر من 70 سنة ، لكن ما شكل لي صدمة قوية ومفاجأة مرعبة هو أن يتسيد علينا صهاينة أُكرانيا إذ لم أكن أتوقع أن أرى زلنسكي يلقي خطبة عصماء في قادة العرب وفي مدينتهم جدة بل ويتجاوز الوقت المسموح به بكل استخفاف لإدارة المؤتمر والقائمين عليه .
   لاريب إن الأمة قد مرت بشيء من الانحدارات ، ومثلها من الضعف والانكسارات ، غير أنني لا أظن أنها قد مرت بمرحلة تشبه التي نحن فيها أبدا . ماذا يعني حضور زلنسكي إلى حاضرة الحجاز ، واستفزازه لأمة برمتها ؟ هل نفهم من حضور ذلك المهرج الصهيوني أن في الأمر صفقة اقتضت عودة الأسد لقاء حضور المهرج وتبختره علينا ، بعد أن هانت الأمة في نفسها فهانت في نظر خالقها . أولم يقل جل شأنه : "كيفما تكونوا يول عليكم" .
   ربما كان ذلك المهرج الصهيوني لايعلم الكثير عن ثقافة أمة العرب التي وجه إليها الخطاب ، واعتزازها بذاتها ، وتفضيلها الموت دون كرامتها ، فنحن أمة تمر بأسوأ مرحلة - في تاريخها - من الضعف والهوان إذ عبث فيها أعداؤها أيما عبث ، ومع ذلك هل تجد أحدا من قادتها الأحرار المقاومين قد ذهب نحو أعدائه يستجديهم النصرة والمؤازرة كما فعل زلنسكي ؟  لكن القادة الذين كان يلقي عليهم الخطاب ، طالبا منهم النصرة والمؤازرة ، والمتواجدين من الصحفيين على هامش المؤتمر ، كان الأجدر بهم أن يتوجهوا إليه ببعض الأسئلة ، منها على سبيل التمثيل ؛ مارأيك بعدالة القضية الفلسطينية ؟ وماذا تقول في مايعانيه الشعب الفلسطيني من المجازر والتنكيل وتدمير المنازل وجرف المزارع وتدنيس المقدسات لأكثر من سبعين سنة ؟ في الوقت الذي تصطف امبراطوريات الكذب والاستكبار الغربية في خندق الجلاد الصهيوني وتقدم له الدعم السياسي والعسكري واللوجستي ، وماذا تقول أيها المهرج فيما يفعله صديقك الصهيوني نتنياهو اليوم في شعب فلسطين الأعزل ؛ من النساء والأطفال والشيوخ ، وهم نيام في منازلهم آمنين أو وهم يؤدون صلواتهم في مساجدهم خاشعين ؟
   بعد أن يجيب على هذه الأسئلة ، يقوم كبير القوم بالنظر في الإجابة ، فإن كانت إجابته إيجابية سمح له بالتحدث إلى المؤتمرين ، وإن كانت إجابته سلبية منع وأمر بسرعة العودة من حيث أتى .
   لكن ماذا نفعل إذا كان فينا ومنا اليوم من تأثر كثيرا بثقافة الغرب الصهيوني فأصبح لايؤمن بشيء من معايير الشرف ونواميس الكرامة التي كان ومازال وسيبقى يقدسها أحرار العرب وحرائرها ، ورحم الله الشاعر العربي إذ قال :
من يَهُن يسهل الهوان عليه ** مالجرح بميت إيلامُ