آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-05:29م

الغش بالامتحانات وآثاره العكسية على المستقبل

السبت - 20 مايو 2023 - الساعة 04:00 م

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


خداع احتيال مغالطة تزييف، طمع مراوغة أنانية  تدليس، كل هذه الصفات تختصر لك المفهوم العام والشامل للغش بشتى وسائله ومجالاته وأنواعه وطرقه، لقد تعددت أنواع الغش وبات حرفة ومهارة صناعية يجيدها كل فاشل، وحيل وافكار مختصرة وخطوط سريعة للنجاح دون مكابدة أو عناء، وللغش أنواع مختلفة فمنه التجاري والتربوي والمهني والحرفي وأشنعه وأقبحه على الإطلاق الغش التربوي "غش الطالب بقاعات الامتحان"، يوصف صاحبه بأنه يملك سلوك شاذ وعمل غير صالح ودلالة على أن هناك فجوة كبيرة تحتاج إلى ردم، ومع مرور السنين والتمادي يصبح معديًا وظاهرة سلبية مستفحلة قد يصعب التغلب عليها أو بترها.

يكثر ويزداد الغش  في بلدان العالم الثالث ويزداد ضخامة بالدويلات والأقاليم الصغيرة التي تحيطها النزاعات والخلافات والحروب، ونادرًا ماتجده ببلدان العالم المتقدم الذين أسسوا للتعليم مداميك صحيحة وأسس سليمة فكان لهم ما أرادوا، لقد أجريت دراسات حول سلوك الطالب الميال  للغش وتأكد أن هناك ثمة خلل في سلوكه على المدى البعيد وقد يتطور أمره ليتعدى أسوار مدرسته وتتفاقم حالته فيكذب ويسرق ويراوغ ويصنع الأعذار ليبرر شنيع فعله.

مطلع الأسبوع الماضي دشنت وزارة التربية والتعليم بالمناطق المحررة بدء امتحانات إنهاء المرحلة الثانوية، وتهاتف جميع الطلاب والطالبات للمهمة التي ألقت على عاتقهم مابين مستعد للمواجهة ومابين متكئ ومتخاذل ومعتمد كل الاعتماد على الطرق والأساليب الحديثة في مجال الغش، لان استراتيجية الغش كما قلنا هي أسرع الطرق للنجاح والتفوق الدراسي الباهر، فالغشاش يستخدمه الغش على اعتبار أنه أولى خططه وأول مايجابه بها معركته.

تخيل معي تخرّج طالب من أصحاب الفئة الثانية "الغشاشون" وألتحق بكلية الطب مثلًا وانتهج نفس النهج "الغش" الذي لا يمكن أن يفارقه على مدى سنين حياته ماذا عساه أن يفعل بعد دخوله إلى سوق العمل الطبي !، إذن فالغشاش مصدر قلق بأي مكان يتواجد به ولو كان صياد طيور.

الغش عرقلة للعملية التعليمية والتربوية والأخلاقية ويؤثر على الأهداف المرسومة وأن لم يتدارك كلًا ذو صلة وتحديدًا  التربويين بوضع حدًا للظاهرة وبنلء سور وسد منيع للحد منه وبوضع دراسات بحثية متطورة لامحالة ستحدث الكارثة الإنسانية على مدى العمر.

وبموضوع ذي صلة أنه من الجُرم ومن الفضاعة والخيانة العظمى أن تجد معلم ما وببلد ما  يساعد ويمرر طالب ما ويساعده على الغش ويكون جسر عبور له، وخيانة عظمى  أمام المحكمة الإلهية وانتهاك لشرف المهنة والمهة التي أوكلت له ويجب مساءلته والتحقق معه حينما أعطى ومنح امتيازات وحقوق غير مشروعة لطالب فاشل تحت ظروف حتى وإن كانت طارئة.

أن تراخي المراقب أو المراقبة في التساهل لكي يغش الطلاب تعني أنك قد ساعدت في بناء جيل لايتصف بالمسؤولية ويومًا ما ستكتوي بنار تخاذلك وتسامحك نحوه وسيأتي يومًا وسيبصق عليك من تساهلت معهم بعد أن يتخرجوا باعتبار إنك الحلقة الأضعف والحلقة الأرخص في الثمن،
حرّم وشنّع ومنع ديننا الحنيف الغش والتدليس فقال الله تعالى في سورة الأنفال: ﴿ يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون﴾،  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا).
الطالب الغشاش يظل معتمدًا على غيره وينشئ شخص ضعيف الإرادة مهزوز الكلملة لا يستطيع أن ينفع نفسه وفي أفضل الضروف.

يلجأ الطالب للغش حينما يكون ضعيفًا في مستوى التحصيل الدراسي بسبب الغياب الطويل والمتكرر أو الغياب الطويل والمتكرر لمعلمي بعض المواد، أو يلجأ للغش حينما يرى اللامبالاة للمعلم الملاحظ "المراقب" الذي هيئ له وساعده في بناء مناخ قذر ليغش، وخلق حالة من الهرج والمرج داخل قاعة الامتحان النهائي، أو أن قلة وقت الامتحان هي من ساعدت في أن الطالب يلجأ للغش استغلالًا للوقت والجهد المبذول.

وعليه يحب استشعار رقابة الله أولاً وأخيرًا ورفع شعار "لكل مجتهد نصيب" على أبواب القاعات الدراسية، وتحفيز الطالب من قبل الوالدين مع بداية العام الدراسي بتوفير مناخ وأجواء مساعده على التحصيل الدراسي لايغيب فيها الترويح والترفية وأسباب أخرى يراها أولياء الأمور أنها مفيدة ومجدية، ونكون شركاء في تطوير البشرية وصنع مستقبل مشرق لبلدنا بإذن الله.