آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:51م

النخبة هي من تربط مستقبلها ببلدها

السبت - 20 مايو 2023 - الساعة 01:22 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


رغم ان المشهد اليمني الحالي غامض ومربك من وجهة نظر الأخلاق السياسية ، إلا انه من الملاحظ وجود تغير ملموس نسبياً في شكل النخبة وفي الأسلوب السياسي لها قبل وبعد أن غادر علي عبدالله صالح  الدنيا  ، تقدم المثقفين القلائل  كذلك أنصار " الأسرة والمذهب  والعسكر والمنطقة " إلى الأمام وهي الجهات والمكونات الفاعلة في تلك الحقبة والان .  

مهما كانت الاختلافات بين المكونات السياسية والقبلية أعتقد أنه من الضروري مساعدة النخبة الوطنية القليلة الحالية بشجاعة قدر الإمكان للتغلب على سياسة الظل المميتة ، التي ادخلت البلاد والعباد  في صراعات دموية على السلطة .

غالبيتنا لا يعرف بعض من نخبة  السلطة الحالية جيدًا ، وبعيداً عن حقل ألغام التاريخ اليمني  ، فأن الضغط الدولي والاقليمي سيساعدها في الجلوس على طاولة المفاوضات ، التي ستعلمها جيدًا الاستفادة من الأخطاء السابقة وان لا تخطو على أشعل النار المألوفة  ، وذلك للتغلب على الإرث  القديم بأسرع وقت ممكن وتقبل القرارات والتغيرات القادمة بخصوص الجمهورية اليمنية ، والتي توحي بأنها ستكون " مؤلمة " ، خاصة و ان الوضع الحالي للعدالة في اليمن هو أنه غالبًا ما يكون غير قادر على التصرف وفقًا لروح الدستور " الميت – الحي"  .

جزء كبير من الطبقة السياسية للدول التي وقعت مرارًا وتكرارًا ضحية للتأثير الخارجي القاسي ، اعتبرت الانضمام او الخضوع إلى التحالفات فرصة لاستعادة العدالة التاريخية جزئيًا على الأقل ، وهذا النهج يتناقض بشكل أساسي مع النهج الذي يجعل الدولة في بداية التصحيح واعادة بنائها ، قوية مستقرة و ممكنة ، بينما الحل يكمن في إعادة التفكير في الماضي والتوصل إلى اتفاق حول كيفية منع تكرار صفحاته الأكثر سوادًا من خلال عملية  مصالحة متبادلة والتوبة بين النخبة ، فضلاً عن فرض المحرمات والتجريم القانوني على استخدام المشكلات التاريخية كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية .