آخر تحديث :الخميس-07 نوفمبر 2024-03:20ص

الوحدة.. وضحالة النخب.!

السبت - 20 مايو 2023 - الساعة 12:00 ص
فائد دحان

بقلم: فائد دحان
- ارشيف الكاتب


الوحدة.. وضحالة النخب.!

كتب - فايد دحان

في نهاية المطاف الوحدة هدف عظيم و سامي و لا تليق الا بالكبار و العظماء و نحن مجرد اقزام لا تليق بنا الأهداف السامية و طموحات العظماء و كل ما يليق بنا هو الغرق في النكايات و التشتت و إتاحة الفرصة لغيرنا ان يعمل ضمن مشاريعه حيث لا مشروع لنا الا التشرد.

الانفصال جاء من الشمال قبل الجنوب و الوحدة جاءت من الجنوب قبل الشمال و على الحدود غرق وطن و طموحات في بحر من دماء، وفي الوسط نام الشعب الموحد في بحر من دم يتدفق كل وقت على حين غرة لفقداننا مشروع يحفظ كرامة الأرض والانسان.

شعبنا معطاء و ارضنا واحة جنان و التضحيات تذهب هدراً لأجل مشاريع ليست لنا، نحن لسنا طرف فيها الا في مزيد من إهدار للروح و إعاقة توائم الارواح مع بعضها، الشعب مذهول اننا واجهته، يندب حظه العاثر فينا ورغم كل ذلك تغلبنا الانفة عن الاعتراف بأن المجتمع قد ملنا.

نحن مزيج من التيهان و العناء و غياب الروح التي تقدم التنازلات و تضحي لأجل الشعب، كل طرف يضحي لأجل نفسه و حزبه و تجمعه و لا يحضر المجتمع في قمة عطاء صحوتنا ولربما نستذكر منه شيء في غياهب سكرتنا لكنه لا يحضر حتى بعد فوات الأوان.

نتلقف المشاريع لنعمل ضدنا، نحفر قبورنا بأيدينا، نهيل التراب على كل صوت و أداء او فكره تزيح عنا شظف التفكير بالمألآت اللائقه بالرجال، حتى نصبح عنصرا في الهلاك وليس أي عنصر، بل عنصرا فاعل محترف في القضاء على نفسه.

نشاهد حكايات السقوط و نعرف كيف سقط هؤلاء و نمضي على خطهم بهامات مستقيمة مخدرة لا تحس بوجع النهايات، نرى كم هو مرثي حال الذين اتخذوا القرارات السيئة و نتضامن معهم في سلوك قويم لطريقهم.

نستنسخ كل حكايات الفاشلين حكاية تلو الحكاية ونغض اطرافنا عن كل حكاية نجاح هنا او هناك، نسفه أنفسنا قبل أن يسفهنا الآخرين ومع كل هذا لا يمكننا البحث عن الخلل الذي اوصلنا الى هذا الحال المزري، لا يمكننا فعل ذلك لانا لا نليق حتى بأن نقوم أنفسنا ونتلاشى أخطاء اصبحنا معها في وئام تام.

و أعظم ما نصنعه في نهاية الامر ان يلعن كل طرف غيره وهو أحق بها واحوج لها لعلنا اذا ما لعنا أنفسنا نستنهض فينا روح الوحدة و نشرد التشرذم و نشتت الشتات في وادي سحيق و اخدود من جحيم مقيم لتليق بعدها بنا الوحدة وكل هدف عظيم.