اغنية أيوب الأخيرة بدت كما لو أنها إغتصاب لحنجرة أيوب عبر أيوب ،أو قل أشبه مايكون بالسير في طريق مهمل صار بالتقادم مليء بالأحراش فصار السير فيه صعباْ ...فللزمان حكمه ومن المحال دوام الحال .
رغم ذلك هذا لا يبرر هجوم البعض حد التنمر على فنان الوطن أيوب والنيل منه على نحو حاقد وتفريغ لمكبوتات نفسية محتقنة وجدت فرصتها لتقذف قيحها وقبحها ضد رمز البلاد وذاكرته الفنية .
فأيوب صار بابداعه الخالد المتجاوز للزمن بمثابة العمود السابع لمعبد أوام .
وحيث لم نجد الوطن في الواقع فقد وجدناه مختزلا في صوت أيوب ...!
وحيث خذلنا السياسيون وخذلوا البلاد لم يخذلنا أيوب بصوته فكان لنا بمثابة تعويذة إلهية تحمي ذواكرنا من النسيان نسيان الوطن في ظل عواصف توشك أن تحوله إلى ذرات متطايرة في الهواء .
لا نعرف الظروف التي دفعت أيوب ليغني تلك الأغنية الجديدة التي بدت مترهلة مصحوبة بأنفاس لأهثة متقطعة لأيوب ، بعد طول تقاعد عن الغناء .
لكننا نعرف أن أيوب بعد عقود من عطاءه السخي للأعنية ولأسباب متعلقة بالزمن الذي لا يرحم أحداْ، أيوب وغير أيوب، نقول له اكتفي بروائعك الخالدات
التي ربما من المحال أن يأتي بمثلها أحد في القريب العاجل .
وبالمقابل نقول لمن يجد فرصة عبر هذه الأغنية الجديدة لمايو لينفث سمه الزعاف (وووووب ) فإنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا فايوب أرض البلاد وجبالها أيضاْ..!
علوي الوازعي
