آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-01:44م

هُنا أبين

الأربعاء - 17 مايو 2023 - الساعة 08:58 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


 مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية كانت هناك مخاوف و تحذيرات كبيرة و كثيرة لدى المجتمع الدولي و منظمة الغذاء العالمي من تتسبب تلك الحرب في زيادة نسب المجاعات في العالم نتيجة أن تتأثر صادرات القمح من أوكرانيا بفعل تلك الحرب ، و فعلاً بدأت الدول بالبحث عن البديل لذلك و أتذكر أن الحكومة اليمنية حينها و عن طريق الغرفة التجارية و الصناعية بعدن قد بدأت آنذاك بالتواصل مع الهند لإستيراد القمح منها ، كما أتذكر حينها حدوث بعض اللغط و الهمس و اللمز حول زيارة بعض الجهات إلى الهند بشأن ذلك ، كما أتذكر أيضاً أنني قد كتبت مقال بشأن تلك الأزمة و طالبت فيه أن تصدر الحكومة قراراً يكسر الإحتكار في الإستيراد بشأن القمح ، فإحتفاظ بعض البيوت التجارية أو الشركات لحق إستيرادها ليس في صالح المواطن ، بل و يتحمل المواطن أيضاً جراء ذلك أعباء التلاعب بإسعارها و إزماتها المفتعلة ..

  يوم أمس تابعنا خبر لقاء مدير عام المؤسسة الإقتصادية العميد سامي السعيدي بمدير عام موانئ البحر الأحمر الاستاذ محمد علوي أمزربه و كان اللقاء خاص بتحديد موقع في ميناء عدن خاص بصوامع الغلال التي سيتم تنفيذه ليتبع المؤسسة الإقتصادية و بحسب تصريح للعميد السعيد فالمؤسسة بذلك ستقوم بإستيراد القمح و بيعه و مشتقاته للمواطن بسعر التكلفة و لذلك فقد حرص أمزربه على أبداء كل التعاون فيما يخص ذلك من باب ان الخدمة تلك سيكون المواطن الغلبان هو المستفيد منها ..

  خطوة ممتازة و (عفارم) عليك يا سعيدي و الشكر والتقدير لمزربة على إستعداده لتسهيل ما يلزم بشأن ذلك المشروع ..

  إنجاز مشروع الصوامع يعد من أهم المشاريع الإستراتيجية فهو سيكر الإحتكار لهذه السلعة و المادة الغذائية الرئيسة للمواطن ، كما سيكر عملية التحكم في إسعارها و بالتأكيد فالسعر الذي ستقره المؤسسة الإقتصادية سيراع الظروف الحالية المعيشية و الإقتصادية التي يعانيها المواطن .. كما سيمنح عدن فسحة من الإستقلالية في هذا المجال بعيداً عن الإستغلالية الهيمنة التي رافقت تلك المادة و لعشرات السنين ..

   لم يكن العميد السعيدي من حاول شن معركة كسر الإحتكارات ، فقد سبقه الرئيس عبدربه منصور هادي حين أمر بإنشاء مشروع ما يعرف بكهرباء الرئيس ليكسر بذلك إحتكار مشاريع الطاقة و الطاقة المشتراة و التي أثبتت أن تلك المشاريع لم يستفد منها غير لوبي خاص مرتبط بالحكومة ، و على الرغم من مشروع كهرباء الرئيس لم يدخل منه في الخدمة الا توربين الشرس الذي قد حفظت أسمه من كثر ما يكرر ذلك الزميل نوار أبكر إلا أن كهرباء عدن باتت تعتمد عليه في المقام الأول .. كما أن هذا المشروع منذ بداية تأسيسه قد شنت عليه الكثير من الحملات المضادة و بالذات فيما يخص الوقود الخاص به مع أن شخطة قلم من حكومة معين يدفع بها مخصصات الشركة الصينية و بالتالي إستكمال كهرباء المصافي و تشغيلها و هي ستوفر إحتياحات الشرس و رفاقه بكل سهولة و يسر و بصورة مستمرة مع العلم أن ما تطالب به الشركة الصينية أقل من التكلفة الشهرية لأصغر محطة طاقة مشتراة ..

  حاول كثيراً التاجر احمد العيسي كسر إحتكار إستيراد الوقود و قود الكهرباء و أعلن مراراً على إستعداده من خلال شركاته أن يوفر وقود السوق وقود الكهرباء بإسعار أقل من الأسعار القائمة حالياً و دون إنقطاع إلا أن ذلك لم يلق القبول من قبل معين و حكومته الذين يحكرون ذلك على تجار معينين و بأسعار تفوق ما قدمه العيسي و أرفقوا ذلك بحملات إعلامية طالت الرجل تبريراً لفسادهم  ..

  بقرار العميد السعيدي إنشاء صوامع للغلال و إستيراد القمح و ببيعه للمواطن بسعر التكلفة فتلك ضربة معلم و تخدم المواطن في الأساس و تكسر الإحتكار الخاص بإستيراده ، لهذا فأتوقع أن يقف البعض ضد هذا المشروع الكبير و الإستراتيجي ، لهذا فأتمنى أن يقف الكل خلف السعيدي و بالذات الزملاء الإعلاميين و صحيح أن نجاح المشروع يعد نجاحاً للعميد السعيدي إلا أن المستفيد منه هو المواطن العادي الغلبان ..

 نتمنى أن ينجح الثنائيان الأبينيان في مشروعهما الخاص بصوامع الغلال التابع للمؤسسة الإقتصادية و القطاع العام و لنقف خلفهما حتى إخراج المشروع إلى النور ..

 تصدقوا بالله أنني قبل عدة سنوات وقفت أمام مبنى المطاحن في القلوعة و ألتقطت صورة لها و كتبت منشور طالبت فيه العميد السعيدي بإحياء تلك الأطلال و لا أعلم إن كان قد وصله منشوري ذاك ام لم يصله و لكم تمنيت ان تعود الحياة لذلك المبنى لكي تستفيد منه الدولة و المواطن و يبدو أن ذلك بات قريباً .