آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:11م

كانت وستبقى كلمة المقاومة هي العليا

الإثنين - 15 مايو 2023 - الساعة 09:37 م

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


  لعل فيما مضى وما نحن فيه وما سيأتي كثيرا من العبر والعظات ، ولكن شرط أن يكون فينا و منا من يعتبر أو يتعظ ، لقد ثبت لكل ذي لب أن النصر على الصهاينة لايتحقق بالتكافؤ بين الفريقين أو بالتفوق النوعي عليهم في العدد والعتاد ، وإن كان لذلك أهمية كبيرة ، وفي ذلك قال تعالى : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " غير أنه تعالى جعل إعداد القوة أمرا نسبيا لاشتراط الاستطاعة في الحصول عليها وليس الإلزام والوجوب ، لكن الإرادة والإيمان شرطان يجب أن يتحققا في القائد والجندي في جيش المسلمين ، وهذا مافعله النبي محمد (ص) يوم معركة أحد إذ وضع لامة الحرب على رأسه ليقود الجيش إلى جبل أحد حيث ستكون المعركة مع جيش المشركين بقيادة أبي سفيان ، وفي الحال انشق من جيشه سبعمائة مقاتل أو يزيدون بقيادة زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ، وفي هذه الأثناء حاول بعضهم تدارك الأمر ورأب الصدع إذ طلبوا من رسول الله أن يضع اللامة عن رأسه ويجلس للحوار مع قادة المنشقين ، لكنه رد عليهم بحزم وقال ماكان لرسول الله بعد أن لبس عدته للحرب أن يخلعها ويجلس للحوار ، وانطلق نحو ميدان المعركة مكتفيا بمن بقي معه من الجيش مع إدراكه جيدا حجم ذلك الخطب وتأثيره في نفوس المقاتلين من أصحابه ، لكنه أراد أن يعلم أصحابه ومن سيأتي بعدهم من أجيال المسلمين أن قوة الإرادة في إصدار القرار مقدمة على التردد والتروي للحوار ، مع كثرة طوابير المتعاونين مع الصهاينة والمثبطين لقرار المقاومين ، وتواجدهم في الداخل والخارج ؛ إنهم من العرب والعجم بل من العلوج والزنوج ، كفار ومسلمين ، مؤمنين ومنافقين ، لكن الإيمان بنصر الله الذي بلغ اليقين ، وقوة الإرادة في اتخاذ القرار ، فضلا عن إعداد القوة في حدود المستطاع ، كل أولئك كانوا هم الصانعين الحقيقيين للنصر المبين .
   وخسر العدو الصهيوني الرهان مع كل مايملكه من تفوق كمي ونوعي في العدد والعتاد ، فهم يمتلكون جيشا وأمنا داخليا رديفا ، واستخبارات تعد الأقوى على مستوى العالم كله فضلا عما يحضون به من تأييد عالمي ؛ سياسي ومادي ، ودعم لوجستي وعسكري لقتل وتدمير أولئك الجماعات من المقاومة التي - ربما - لايبلغ عددها المئات ، وسلاحها البدائي ، ومع ذلك كان النصر حليف المؤمنين المجاهدين الصادقين ، وكان الخسران والهوان والانكسار رفيق الصهاينة المعتدين الغاصبين وأذنابهم من المهزومين والمستسلمين والمثبطين . عاشت فلسطين حرة أبية ؛ الخلود للشهداء ، والشفاء للجرحى ، وكلمة المقاومين العليا دوما وأبدا إلى يوم الدين .