بالتزامن مع اختفاء باصات دولة الإمارات المقدمة لطلاب جامعة عدن نحن طلاب الجامعة نتساءل أين اختفت باصات دولة الإمارات ؟ تتفاقم معيشة الحال لكثير من الطلاب ، وتزداد حدة المشاكل النفسية والمادية نتاج ما يُلاقون من إنعكاس ومردود الظروف المادية ، التي أخضعت رقما كبير من الناس ؛ بل أصبح هم الكثير هو كيف يأخذون طرف النهار إلى آخره ليُكتب لهم المرور والإنتصار عليه ، ومن ثم يتأهبون بردة فعل أخرى في كيفية التدبير ليوم جديد آخر ، والتحايل عليه ، حالة مأساوية وحزينة يشهدها طلاب جامعة عدن من كل المحافظات اليمنية داخلياً في التنقل بين حرمات جامعة محافظة عدن ومديرياته ومراكزه وعلى وجه الخصوص طلاب محافظة أبين ولحج الوافدين للدراسة في صباح كل يوم ومن ثم العودة إلى محافظاتهم أليس هناك ثمة تعب يلاقونه في مسيرتهم التعليمية؟
في الحاضر تكلفة المواصلات باهضه جدا ً في الحد الذي لا يُطاق ولا يُصدق مع أي زمن مضى ، يفوق حتى الخيال ، إذا ما قارنّا وفتحنا سبيل المفارقات مع مستوى دخل الفرد السنوي ، نموذج بسيط لطلاب مديرية التواهي ومديرية عدن حيث أنهم يقومون بدفع 3000 ريال تكلفة نقلهم إلى الحرم الجامعي في مدينة الشعب كل يوم ، هذا إذا استطاعوا توفير هذا المبلغ ولا يكون ذلك إلا بشق الأنفس ، كحال أي إنسان يشهد هذه الظروف التي تمر بها البلاد ، حقا ً سيُصاب بالعجز أمام رهان كهذا ، فلكم أن تتخيلوا حال أولياء الأمور في خوض معركة نفسية ومادية ليوفر لابنه تكلفة المواصلات فقط ، ضف إلى ذلك تكلفة المعدات الدراسية والقوت والشراب والكتب والملازم الواجبة الشراء ، معترك حقيقي يقع فيه الكثير ..
نموذج بسيط لظروف أي طالب في جامعة عدن ولو أسرحنا النظر إلى مستفيدين آخرون من هذه الباصات هم طلاب محافظة لحج، فنجد أنهم يدفعون 5000 ريال كل يوم وكذلك طلاب محافظة أبين، وكم هي المبالغ التي يدفعونها طلاب المحافظة لوصولهم إلى جامعة عدن لجن جنوننا، 8000 ريال مواصلات في اليوم، فمن الذي يستطيع الوقوف على قدميه لنزال أمر كهذا، فأملُنا أن يُعاد تصريف النظر في هذا الموضوع الحرج من أهل السلطة والقرار وتوفير حافلات نقل للطلاب الجامعيين وإعادة تفعيلها من جديد.
إن ّ إستمرار مشكلة كهذه، تورث الخيبة والانكسار لدى كثير من الطلاب، وبسبب الظروف الملقاة حالياً على الجميع، رأينا تثبيط عجلة الوفود إلى جامعة عدن بعد أن كانت قبلة ً يتوافد إليها أكثر من عشرين ألف طالب كل عام وكذلك في عزوف الكثير من هذا الجانب التعليمي وتوجهوا إلى مناطق خصبة للضياع والانحطاط ، وأما الدارسون في الجامعة فقد أجبرتهم الظروف على التوقيف وترك كليات الجامعة ناتج الظروف الصعبة وكثرة التكاليف الجنونية التي تصبح العائق الأول والأخير في استكمال الحياة الجامعية .
وفي رسالتنا هذه آملين الاستجابة من محافظ محافظة عدن وزير الدولة الأستاذ أحمد حامد لملس ووزير النقل عبدالسلام حميد ورئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي في إعادة النظر لموضوع هذه الحافلات وتسهيل عمل الخدمة الإنسانية في توفير الوقود والمستلزمات الأخرى لتعود مجددا ً في خدمة عشرات الألاف من الطلاب في جميع أنحاء جامعة عدن ،كونوا إلى أبنائكم الطلاب في وقت مصاعبهم وشدائدهم وغدا ً سيكونون معكم ناصحين وحافظين فهم مستقبل البلاد وشجرته وثمره .... ولا يصلح أي بلد إلا بهذه الذخيرة التعليمية ولا تقوم أي منارة إلا بها.