طوال سنوات عديدة مضت و وسط رياح البحر العاصفة التي تناوبت ودون رحمة على السفن العابرة الى المحيط الهندي زرت مكلا حضرموت مرات عديدة اقتضتها ظروف العمل وكان لي اصدقاء اعزاء فيها, احببت المدينة و اهلها واعجبت دوما بأخلاقهم الرفيعة ورقي تعاملهم وثقافتهم فحضرموت حضارة خالدة منذ الاف السنين واكثر ما شدني اليها لهجتهم الجميلة التي هي اقرب الى اهل الجزيرة والخليج و احببت متابعة الاعمال الدرامية الحضرمية وخاصة الكوميدية ومنها مسلسلنا هذا ميمي كما ويوا الذي عرض جزؤه الثالث في رمضان هذا العام على قناة الغد المشرق وعنوانه مثل شعبي ومعناه عندنا علي بن علي واسمحوا لي هنا بطرح بعض الملاحظات الشخصية حول هذا المسلسل وهي مجرد خواطر تواردت حروفها واحببت عرضها عليكم كالتالي .
المسلسل للعام الثالث يتحدث عن الهبوب وسنجم الذين يواصلون البحث عن لقمة العيش و المتاعب التي ترافقها بطرقا مختلفة ويواجهون الكثير من المشاكل التي يوقعوا ن انفسهم فيها.
ابطال العمل المبدعين من كبار فناني حضرموت قدموا اداء جميل وماعليهم والحكم للجمهور اولا وثانيا للمعنيين والمهتمين ومازال نفس الابطال وان انضم اليهم بعض الممثلين الشباب الموهوبين الذي نتمنى لهم التوفيق في قادمهم انشاء الله. ابطال العمل الاساسيين. هم..
. الفنان احمد عبدالله حسن الهبوب
. نجمة حضرموت الفنانة افراح محمد ماريه
. الفنان محفوظ باجبير سنجم
. الفنان احمد محروس
. الفنان عيدروس عبدون
. الفنان مبارك بن عاقلة
. الفنان عبدالله الحوري
واخرين من الاسماء المعروفة هناك اضافة الى طاقم العمل الفني المبدع اخراج وسكريبت ومونتاج وموسيقى وصوت,واضاءة وراكور وإنتاج وغيرها و في اعتقادي ان الاجزاء السابقة لهذا المسلسل كانت افضل وقدمت بطريقة اجمل من عمل هذا العام رغم الاخراج والتصوير المتقدم ووجود نص جيد الان لكننا لاحظنا الفرق وللأسف لغياب الكوميديا الخفيفة الظل التي استشعرناها في الجزئيين السابقين واحببناها واعتقد ان السبب الرئيسي هذا العام هو ضعف المعالجة الدرامية للنص اضافة الى تكرار بعض المواضيع السابقة التي طرحت وكان لذلك في تقديري اثر سلبيا على هذا العمل اما في الاعوام السابقة فقد كان هناك جهد مبذول وواضح من قبل الجميع وتنوع جميل في طرح المواضيع الجادة التي تمس حياة المواطن و بأسلوب شيق عن هذا العام والمسلسل في اعتقادي حصد مشاهدات عالية لان بوحضرم يمتلكون الامكانيات واحساسهم راقي و ذواقون يولون الفنون بألوانها المختلفة غناء وشعر والحان ومسرح ودراما وغيرها الحب والاهتمام طوال تاريخهم ولذا فهم وببساطة يحصدون ما زرعوا وحضرموت بلد المحضار وبلفقيه و الكثير من المبدعين في كافة المجالات.
تكرار نفس الاسماء والاماكن يقود الى الملل والمشاهد في ايامنا العجاف هذه لا يهتم لتعدد البدائل فهناك أكثر من ألف قناة على الرسيفر وجهاز التحكم سهل حمله وضغط ازراره لا يحتاج الى جهد وكذا لان مشاعر الناس لم تعد كما كانت.
للأمانة اغنية وموسيقى المسلسل جميلة ومازالت ترافق الذاكرة كلما خيم الصمت والملل والسكون في النفس والجوار وأجمل ما فيها ثواني مقطع العزف على العود للمبدع مرجان.
التجوال بكاميرا المسلسل في شوارع و كورنيش بحر المكلا اضافة ذكية للمسلسل وكم هي جميلة تلك المدينة التي احببت منازلها البيضاء القديمة التي تطل نوافذها مباشرة على امتداد البحر الازرق الجميل وتتناثر بالقرب منها قوارب الصيد الصغيرة التي تنتظر اصحابها في مولد يوم جديد للبحث عن لقمة عيش كريمة. ومازالت في الذهن كل تلك البانوراما في منظرا كامل الجمال لا ينسى.
تميز المسلسل بظهور نجوم ومواهب شابة واعدة نتمنى لها التوفيق في اعمالها القادمة وشباب حضرموت يعشق الابداع والفنون ونثق في تطور قدراتهم في قادم السنين انشاء الله
فناني دراما حضرموت الكبار مازالوا يواصلون مشوار الابداع ويقدمون تراكم خبراتهم رغم ظروف الحرب المدمرة التي تأثر بها الجميع وان وجد هناك بعض التقصير فلابد من بذل الجهود والمتابعة الدقيقة وحل الامور وتجاوز العقبات لان في التفاصيل يكمن الفرق الذي يقودك الى النجاح والاستفادة من الاخطاء وانشاء الله سيكون الغد أفضل.
. مازالت المكلا وبحرها وجمالها تسكن الروح والذاكرة التي ترفض النسيان ولأهلها ومبدعيها اهدي اجمل التحايا مع مراسيل الطيور المهاجرة جنوبا ومازال الحنين يسكن الخواطر و الذكريات مع أصدقائي الحضارم الذين عشت معهم اجمل الذكريات بالخدمة العسكرية في المحور الشرقي بالمهرة الجميلة واثناء دراستنا في روسيا العظيمة في زمن الاشتراكية الذي قد لا يبدو جميلا للبعض ومازالت الروح تهفو الى شواطئ البحر الاسود في اوكرانيا الخلابة من ثمانينات القرن الماضي والتي اليوم بهوادة تقصف بالمدافع والمسيرات وكم هو مؤلم ذلك وعسى ان يحل السلام فيها.
في الاخير أجمل تحية لكل المشاركين في هذا المسلسل ونتمنى لهم التوفيق.
