آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

في دلالات الرجولة عند العرب ومعانيها 3

الخميس - 11 مايو 2023 - الساعة 04:39 ص

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


  اعلم يابني أن العرب قد دعت إلى تعدد الزوجات ، بل ورغبت في ذلك ؛ لأن تعدد الزوجات يحرر الشاب من الارتهان لواحدة ، ويمسي كل ليلة هو في شأن ، إذ يخاطب عقلا آخر فيظفر بجديد من الأفكار ، ويلتقي بقلب جديد يمده بغير ما عرف من الأسرار ؛ لأن الاكتفاء بواحدة يجعل الرجل أسير قلب واحد ، وأذنا لفكر واحد ، لاسيما إذا كانت المرأة ممن يعشقن التسلط ، ولاتفكر في غير التفرد ، وكم بطل قبل الزواج أصبح بعده إمعة يابني ، أما مع التعدد فيصعب بل يستحيل أن تتمكن المرأة من التفرد أو التسلط ، لله درك يا أبي ، الآن فقط أدركت الحكمة من التعدد . بقي يا أبي أن تجيب على سؤالي هذا ، تتذكر قول المعلم : يجب أن تنتشلوا زميلكم بدلا من أن تحاربوه ، لكن كيف ننتشله بعد أن فقد صفات الرجولة يا أبي ؟ مثل هؤلاء الشباب يابني ليس لهم دواء إلا أن يتم إرسالهم إلى مدارس صناعة الرجال ، وهل هناك مدارس لصناعة الرجال يا أبي ؟ أجل يابني ، إنها مدارس القوات المسلحة والأمن ، غير أنها لم تعد قائمة أو مفعلة في راهننا بل أصبحت أثرا بعد عين . كيف يا أبي ؟ لقد سرى عليها حسبان غربي ماسوني صهيوني فأصبحت كالصريم . مازلت لما أفهم بعد ماترمي إليه يا أبي ؟ لقد سرت على أقطارنا يابني فوضى التدمير وعشوائية السلوك ، واختلال النظام ، ونبذ الانضباط ورفض الالتزام ، بعد أن سادت الهمجية وغاب الاحترام . ولكن ما الذي كانت تستطيع فعله المدارس العسكرية لو كانت مازالت تنعم بالحياة يا أبي ؟ كان بإمكانها إعادة تأهيل أولئك الشباب ؛ إنها تستطيع يابني أن تجعل من الساذج فطنا ، ومن المغفل يقظا ، ومن اللين صلبا ، ومن الناعم خشنا ، ومن الطحل فحلا ، ومن الخائف مخيفا ، ومن الذكر رجلا .
   يبدو أنك قد أصبت يا أبي حين سميت تلك المدارس مصانعا للرجال . وهل بقي من شرائح الذكور لما نستعرضها بعد ؟ أجل يابني لقد بقي الكثير ، منها ؛ ثلة من الموظفين في مرافق العمل المختلفة ، لعل ذلك  الاختلاط اليومي بين الجنسين ، والتداخل الوظيفي قد أثر سلبا على صفات الرجولة عند عدد من الذكور  إذ أصبحت المرأة في كثير من الأحايين أكثر رجولة من أولئك الذكور فضلا عن دعم  الغرب السخي للقضاء على الرجولة في المجتمعات الإسلامية وذلك من خلال الإعلام الهابط والتقليد الأعمى للسلوكيات الشاذة التي يعمل الغرب على تصديرها لمجتمعاتنا.