آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-02:39م

كيف نحمي الطفل من التحرش الجنسي؟

الثلاثاء - 09 مايو 2023 - الساعة 01:51 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


 يتعرض بعض الأطفال في اليمن  للاعتداء الجنسي أو التحرش أو التصرفات غير اللائقة من قبل البالغين ، والمقلق ان قلة من الآباء  يناقشون هذا الموضوع مع اطفالهم ، وعادة ما يكونون أكثر اهتمامًا بالمشكلات البسيطة مثل كيفية تعليمهم النوم بمفردهم  وتحفيزهم على الدراسة  ، ولا يناقش الآباء هذه المسألة مع اطفالهم  ، لأن الأمر مخيف بالنسبة للآباء انفسهم .

تهدف تصرفات الشخص البالغ  " البيدوفيل "  المتحرش جنسياً بالأطفال إلى خلق علاقة  جنسية كاملة مع الطفل لا يخبر فيها والدية شيئًا وهذه الاعتداء الاجرامي يؤثر على القدرات العقلية للطفل  وسلامة المجرم ، الذي يدرك تمامًا ان تصرفه يخالف القانون ولا يريد أن يدخل السجن بسببه ، لذا فهو يتصرف مع الطفل   باستخدام اساليب التهديدات والترهيب .

الضرر الرئيسي الذي يلحقه المتحرش  بالطفل هو الضرر الشخصي النفسي  ،  فمعظم الاطفال لا يحاولون  حتى إخبار والديهم بما يحدث لهم ، لذلك تتعمق معاناتهم وتكبر  لأنه من المستحيل التعايش مع ما حصل معهم  بشكل طبيعي .

حماية الطفل  بسيطة  وهي تعليم الطفل في الوقت المناسب وكافيًا حول موضوع التربية الجنسية ، وباختصار الخبراء الاجتماعيين والنفسيين  يقولون أن التعليم في الوقت المناسب يبدأ في سن 3-4  سنوات  فمثلما تخبر طفلك عن أشياء مهمة أخرى في الحياة يجب أن تتحدث معه أيضًا عن هذا الجانب منها ، مثل الاختلافات بين الأولاد والبنات ، حول من أين يأتي الأطفال  وبصرف النظر عن اعمارهم الصغيرة جداً  ، كن على ثقة وهدوء ان  الأطفال في هذا العمر ليسوا مهتمين على الإطلاق بعمليات التزاوج البالغة .

يمكنك التعرف على حالة عنف أو أعمال غير لائقة "تحرش " ضد الطفل من خلال مظهره أو سلوكه أو محادثاته  او وجود خدوش وكدمات على الوجه أو الجسم  خاصة  إذا كان الطفل لم يخوض عراك او عرضة للألعاب النشطة ، هنا يجب أن تكون حذر إذا لم يدخل في تفاصيل الإصابة أو يروي قصة غير قابلة للتصديق.

حتى الإنترنت اصبح أكثر خطورة على الاطفال ومنهم من وقع ضحية للتحرش الجنسي عبر الانترنيت  ، ومن الممكن ملاحظة التحرش على الطفل اذا كان في حالة الانغلاق على الذات اوفي  مزاج سيء او اكتئاب ، قلق ، خوف ، عدم الرغبة في الخلوة مع الجاني ، او من خلال كلام الطفل عن شكل حادثة وقعت لطفل آخر هنا انتبه إلى الحالة العاطفية للطفل أثناء سرد القصة .

اخيراً غالباً ما يتكلم الطفل عن التحرش  عندما يدرك عدم احتمال استمرار العنف او يعاني من أذى جسدي او يريد حماية طفل آخر او يريد ان يعرف كيف يمنع العنف  او يثق بمن يتوقع منه الحماية.