آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-10:29م

مقياس الفشل والنجاح للحوار الجنوبي الحالي

الإثنين - 08 مايو 2023 - الساعة 11:20 ص

مقبل سعيد شعفل
بقلم: مقبل سعيد شعفل
- ارشيف الكاتب


 كل الشعوب والأمم في العالم أصبحت تؤمن وبشكل مطلق بأن الحوار أصبح يمثل لغة العصر لتسوية كل النزاعات والخلافات والاختلافات مهما كانت تعقيداتها بعد أن أثبتت التجارب فشل لغة العنف الذي وإن بدت حلا لمن يمتلك القوة ويفرض قناعاته بقوة السلاح والحرب والمال والسلطة بما تعني من جبروت.

فإنها ليست أكثر من حالة عابرة مدمره تعكس جنون عظمة الذات الذي دمرت كثير من الاوطان وسحقت عظام شعوبها بدعاوي وشعارات هي ابعد ما تكون عما بزعمه تجار الحروب ودعاة السلطة والاستحواذ على كل شيء باسم الوطن والشعب الموجوع بهوس الحكام وهي حالة شبه حصرية ابتليت بها الشعوب العربية،، والسبب الأساس أن معظم او جميع الحكام يصعدون للسلطة في العالم العربي من خلال الادعاء لخدمة الوطن والشعب وحين الوصول لسدة الحكم يتبخر كل ذلك وفي صور صادمة ومفجعة والأمثلة لا تحصى ولأتعد لذلك أصبحت الشعوب العربية لا تثق ولأتصدق اكثر القادة بما فيهم الثوار الذين نذرو حياتهم لمواجهة الظالمين وقتالهم حتى النصر حتى هولا الثوار والانقياء لم يسلمون من فساد الحكم والانحراف عن الهدف الذي رفهم الناس من أجل تحقيقه لذلك ،، نحن اليوم أمام استحقاق وطني يحتاج اراده جادة تستوعب جميع المكونات السياسية بلا استثناء والمجلس الانتقالي أصبح كيان يمثل إرادة الشعب ولا يستهدف نجاحه وو جوده غير الغبي والبليد.

لماذا لأنه يمثل الملاذ الأخير لأمل شعب ضحى بالغالي والنفيس من أجل استعادة حقه المسلوب بالقوة القاهرة والحروب المدمرة لذلك على الانتقالي كقيادة مخلصة لقضية شعب الجنوب أن تثبت وعلى المحك الحقيقي صدق ما تدعيه من حرص على استعادة الدولة على قاعدة الشراكة الحقيقية وطي صفحة الماضي من خلال إفساح المجال أمام الشركاء الحقيقيين بعيدا عن المكابرة فالحوار لا يمكن أن يفهمه انسان عاقل إلا أن يكون بين طرفين حدث بينهما نزاع وصراع سياسي وربما .حروب أفضت الى التشظي وإضعاف قضية الشعب الكبرى ،وهذا ما حدث بالضبط ومالا يستطيع أحد نكرانه دون الخوض في محاكمة هذا الماضي وأخذ العبرة من المآسي التي تجرعها الناس بسبب الصراعات والتي تتمحور في الاستيلاء والانفراد بالسلطنة من جميع الأطراف وفي مثل هذه اللحظة التاريخية الهامة ينبغي على المكونات الفاعلة والأطراف المعنية والمؤثرة أن تستجيب وتسجل حضورها ومطالبها في حق التمثيل والشراكة على قاعدة الوطن يتسع للجميع قولا وفعلا وبما أن المشهد السياسي معقد وفيه غياب الثقة بارزة بين المكونات المختلفة.

هنا ومن باب المسؤولية وإثبات المصداقية أمام الشعب على الانتقالي أن يخطو الى الامام بشجاعة ويستبق من يضمر ويراهن على فشل الحوار عليه أن يخضع هيئة رئاسة المجلس وجميع مستوياته القيادية لهيكله جادة ويعفي من أصبح يمثل عبء وعائق أمام حقيقة الشراكة الحقيقية لضمان تحقيق جبهة سياسية وطنية متماسكة تقف بصلابة أمام الاستحقاقات القادمة في المفاوضات والحل النهائي مع الإمامة سلطة الأمر الواقع المتلفعة كذبا وزورا باسم الجمهورية.

 أن فضيلة التنازل بين  الأطراف المتخاصمة من  أجل هدف أسمى يمثل قمة الشجاعة والرجولة ومعنى التضحية ،،وكلما نأمله أن تغيب لغة الغوغاء والتخوين والازدراء في هذا الضرف الحساس لتحل محلها لغة الاخاء والاصطفاف الوطني وحينما نسلم بأن الاختلاف سنة من سنن الحياة علينا أن نتجاوز عن كل ما فات ونحن نقف أمام استحقاق وإنجاز يهم الشعب والأجيال القادمة أليس من العار والمعيب أن نتمسك بالخصومة العابرة ونترك مصير وطن ومستقبل شعب يذهب ونحن كالبهائم تنتظر من يأتي ليذبحها ويسلخ جلدها ليشبع جشعة ونهمه البشع.