آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

مقياس الفشل والنجاح للحوار الجنوبي الحالي؟

الإثنين - 08 مايو 2023 - الساعة 10:09 ص

مقبل سعيد شعفل
بقلم: مقبل سعيد شعفل
- ارشيف الكاتب


كل الشعوب والأمم في العالم أصبحت تؤمن وبشكل مطلق بأن الحوار أصبح يمثل لغة العصر لتسوية كل النزاعات والخلافات والاختلافات مهما كانت تعقبداتها بعد أن أثبتت التجارب فشل لغة العنف الذي وإن بدت حلا لمن يمتلك القوة ويفرض قناعاته بقوة السلاح والحرب والمال والسلطة بما تعني من جبروت.

فإنها ليست أكثر من حالة عابرة مدمرة تعكس جنون عظمة الذات الذي دمرت كثير من الأوطان وسحقت عظام شعوبها بدعاوي وشعارات هي ابعد ما تكون عما بزعمه تجار الحروب ودعاة السلطة والاستحواذ على كل شيء باسم الوطن والشعب الموجوع بهوس الحكام وهي حالة شبه حصريه ابتليت بها الشعوب العربية،، والسبب الأساس أن معظم او جميع الحكام يصعدون للسلطة في العالم العربي من خلال الادعاء لخدمة الوطن والشعب وحين الوصول لسدة الحكم يتبخر كل ذلك وفي صور صادمة ومفجعة والأمثلة لا تحصى ولاتعد لذلك أصبحت الشعوب العربية لاتثق ولا تصدق اكثر القادة بما فيهم الثوار الذين نذروا حياتهم لمواجهة الظالمين وقتالهم حتى النصر حتى هؤلاء الثوار والانقياء لم يسلمون من فساد الحكم والانحراف عن الهدف الذي يفهم الناس من أجل تحقيقه لذلك.

نحن اليوم أمام استحقاق وطني يحتاج إرادة جادة تستوعب جميع المكونات السياسية بلا استثناء والمجلس الانتقالي أصبح كيان يمثل إرادة الشعب ولا يستهدف نجاحه ووجوده غير الغبي والبليد ...لماذا لأنه يمثل الملاذ الأخير لامل شعب ضحى بالغالي والنفيس من أجل استعادة حقه المسلوب بالقوة القاهرة والحروب المدمرة ..

لذلك على الانتقالي كقيادة مخلصة لقضية شعب الجنوب أن تثبت وعلى المحك الحقيقي صدق ما تدعيه من حرص على استعادة الدولة على قاعدة الشراكة الحقيقية وطي صفحة الماضي من خلال إفساح المجال أمام الشركاء الحقيقيين بعيدا عن المكابرة فالحوار لا يمكن أن يفهمه انسان عاقل إلا أن يكون بين طرفين حدث بينهما نزاع وصراع سياسي وربما .حروب أفضت الى التشظي وإضعاف قضية الشعب الكبرى ، وهذا ماحدث بالضبط وما لا يستطيع أحد نكرانه دون الخوض في محاكمة هذا الماضي وأخذ العبرة من المآسي التي تجرعها الناس بسبب الصراعات والتي تتمحور في الاستيلاء والانفراد بالسلطة من جميع الأطراف وفي مثل هذه اللحظه التاريخيه الهامه ينبغي على المكونات الفعالة والأطراف المعنية والمؤثرة أن تستجيب وتسجل حضورها ومطالبها في حق التمثيل والشراكة على قاعدة الوطن يتسع للجميع قولا وفعلا وبما أن المشهد السياسي معقد وفيه غياب الثقة بارزة بين المكونات المختلفة ..هنا ومن باب المسؤولية وإثبات المصداقية أمام الشعب على الانتقالي أن يخطو إلى الأمام بشجاعة ويستبق من يضمر ويراهن على فشل الحوار.

عليه أن يخضع هيئة رئاسة المجلس وجميع مستوياته القيادية لهيكلة جادة ويعفي من أصبح يمثل عبء وعائق أمام حقيقة الشراكة الحقيقية لضمان تحقيق جبهة سياسية وطنية متماسكة تقف بصلابة أمام الاستحقاقات القادمة في المفاوضات والحل النهائي مع الإمامة سلطة الأمر الواقع المتلفعة كذبا وزورا باسم الجمهورية.

أن فضيلة التنازل بين  الأطراف المتخاصمة من  أجل هدف أسمى يمثل قمة الشجاعة والرجولة ومعنى التضحية ،،وكلما نأمله أن تغيب لغة الغوغاء والتخوين والازدراء في هذا الظرف الحساس لتحل محلها لغة الإخاء والاصطفاف الوطني وحينما نسلم بأن الاختلاف سنة من سنن الحياة علينا أن نتجاوز عن كل مافات ونحن نقف أمام استحقاق وإنجاز يهم الشعب والأجيال القادمة أليس من العار والمعيب أن نتمسك بالخصومة العابرة ونترك مصير وطن ومستقبل شعب يذهب ونحن كالبهائم تنتظر من يأتي ليذبحها ويسلخ جلدها ليشبع جوعه ونهمه البشع.