آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:00م

غوغائية الرافضين ..

الإثنين - 08 مايو 2023 - الساعة 12:43 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


قد يكون يوم الخميس 4 مايو 2023م ليس بالحدث التاريخي و لا بالحدث المطلوب ، لكنه يعد خطوة مهمة في الإتجاه الصحيح ، فاللقاء التشاوري و الحوار الجنوبي الذي تستمر فعالياته منذ يوم الخميس ، يمكن إعتباره لبنة و خطوة من خطوات أخرى ستتبعها لرص الصف الجنوبي تجاه مختلف القضايا على الصعيد الجنوبي بحسب ما يتم نشره تباعاً ، و أنا هنا لا أقلل من شأن مستوى الحدث المهم هذا بل على العكس من ذلك تماماً ، لكنني واحد ممن يرون أن أي حواراً جنوبياً حقيقياً و مستدام لابد أن يكون على أساس عودته إلى جذور المشكلة الأساسية و من ثم الإنطلاقة منها ، و يمكن القول ان جوهر المشكلات و التباعد بين الأفرقاء الجنوبيين يعود في الأصل إلى أحداث يناير 86م و التي لم يتم تجاوزها حتى الآن و التي باتت الورقة الرابحة التي يستخدمها خصوم الجنوب و يلوحون بها في كل منعطفات مرت و تمر و ستمر بها قضية الجنوب ..

منذ و قبيل و بعد إنطلاقة اللقاء التشاوري فقد تابعت جزء لا بأس فيه من محتواه و ردود الأفعال تجاهه من مؤيديه و رافضيه و بالذات على مستوى قوى الجنوب أو الشمال ، و لأن حدث كهذا يخص الجنوب و قواه و مكوناته السياسية فقد تابعت ما نشر عن القوى الجنوبية المعارضة لذلك الحوار و ما نتج عن ذلك من بيانات و جدل سياسي و كتابات و تنظيرات من قيادات تلك المكونات و مناصريها و التي يمكن إعتبارها حتى الآن مجرد غوغائية و افكار و تنظيرات سطحية تفتقر إلى العقل و المنهجية و ما هدفها فقط إلا النيل من المجلس الإنتقالي الجنوبي سياسياً و جماهيراً ..

  من يتحدث عن فشل الإنتقالي الجنوبي لم يكن الصواب حليفه ، فالتمعن بعمق بعيداً عن المناكفة يجد أنه قد حقق نجاح لا بأس به من خلال خطواته التي أبداها تجاه الحوار و الشراكة و التعديل و التصحيح و بالرغم أنها ليست بالخطوات الكبيرة التي يطالب بها البعض ، إلا أنها أكسبته شخصيات و مكونات سياسية و مؤيدين لم تكن كذلك من قبل ك باعوم و مناصريه و الغريب و مناصريه و البيض و مناصريه و يمكن غالبية القيادة و المناصرين لحراك راشد و بعض المكونات و القوى الأخرى ، و بتحالفاته الجديدة مضى و مرافقوه قدماً و حددوا مشروعهم بإستعادة دولة الجنوب و ما يلزم لتحقيق ذلك من خطوات ..

 إستمرار المعارضين و الرافضين لحوار (البتراء) في الشجب و الرفض و الإعتراض و التنظير يعني الإستمرارية في طريق السطحية و الغوغائية و للخروج من ذلك يلزمهم النزول إلى العمل في الميدان و البداية بعقد حوار خاص بهم يوحد صفوفهم و طرح مشروعهم و لا يهم إن كان لإستعادة دولة الجنوب و تحديد الطريقة للوصول إلى ذلك او لتدعيم الوحدة و وضع الطرق لتحقيق ذلك ، المهم أن يكون هناك مشروع يلتف حوله مناصريهم للعمل على تحقيقه بدلاً من أحاديث و منشورات التنظير و المناكفة ..