آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-11:38م

4 مايو وتجليات الحدث

الخميس - 04 مايو 2023 - الساعة 05:56 م

ماجد الطاهري
بقلم: ماجد الطاهري
- ارشيف الكاتب


يوم من الدهر لم تصنع أشعّتهُ شمس الضحى بل صنعناهُ بأيدينا..

ولنا أيام مجد نُحِتت  في جدار الزمن لتعلق في الذاكرة والوجدان ليخلدها التاريخ و يتوارثها الأجيال جيلا بعدجيل.

وعندما تكتب الأقلام وتحتفي بذكرى التأسيس للمجلس الانتقالي الجنوبي في يوم 4 مايو ليس من باب الإطراء أو المبالغة في مدح الحدث، بل لأنه مثَّل يوما فارقا في مسار نضال شعب الجنوب وثمرة كفاح وتضحيات خاضها الأحرار منذ البدايات بعد حرب عام 94م مرورا بتأسيس مجلس الحراك الثوري السلمي لمقارعة ومقاومة ظلم الإحتلال اليمني عام 2007م وحتى اليوم.

وكيف لا يحتفي شعبنا بهذا اليوم وقد عاش مرحلة النضال الفارقة للمجلس الانتقالي منذ التأسيس وحتى اليوم، عاشها بوعي وبصيرة،وتعامل مع مجرياتها بالعقل لا بالعاطفة، وراقب أدق التفاصيل فأخذ يقيمها حينا،ويقوّمها أحيانا، بذرها حبة ورعاها فأصبحت شجرة متجذرة وآرفة الظلال طيبة الثمار، ولو انها لم تغدو كذلك لاجتثت من فوق الأرض مالها من قرار.

لقد مثَّل يوم 4 مايو (ذكرى التأسيس) مؤشر لولادة فجر نضال مختلف عمّا كان قبله ومرحلة مفصلية انتقل عبرها شعبنا من خيارات التظاهر ورفع الشعارات الى فرض القرارات، ومن المسار العشوائي العفوي الى التنظيم والبناء المؤسسي في مختلف الاتجاهات السياسية والعسكرية والدبلوماسية.

ستة أعوام منذ التأسيس واكبتها الكثير من الأحداث والمتغيرات السياسية والعسكرية على المستوى المحلي والاقليمي والدولي،والكثير الكثير من المؤامرات والارهاب والقتل والحملات الإعلامية المضللة للأعداء وبالرغم منها وعنها إلاّ أنها لم تكن كافية لكبح إرادة المخلصين الشرفاء والأحرار من ابناء شعبنا بعد أن تحصّن بالعديد من التجارب المريرة ليدرك الخبيث من الطيب ومن معه ومن ضده فاتخذ القرار وصدح به مدويا بمليونية جماهيرية التفويض والمباركة لقيادة جنوبية كفؤة عُلِمَ صدق أفعالها قبل أقوالها وأثبتت أنها فعلا جديرة بتحمل المسؤلية العظيمة الملقاة على عاتقها،قيادةً مؤمنة بالله ثم بأحقية وعدالة ما تريد وتناضل وشعبها من أجله فكان لها ماتريد بفضل الله ثم بإسناد ودعم شعبها الجنوبي العظيم وإيلاءها الثقة المطلقة والتفويض الكامل لإنتزاع الحق واستعادة الأرض،ثقةٌ كانت وما زالت قوية لم تزعزعها الأقاويل والأراجيف ولم تهتز لشائعات الأعداء.

واليوم ونحن نقف بكل فخر واعتزاز ابتهاجا بهذا الحدث التأريخي يجب علينا أن نحيي فيه صمود أحرار الجنوب الشرفاء المخلصين الأوفياء وثباتهم وجُلّ تضحياتهم،كما نحيي أبناء مؤسستنا العسكرية والأمنية البطلة حماة الأرض والسياج المنيع بعد الله لحفظ مكاسب شعبنا الجنوبي ومكتسباته،وفي ذات الوقت نترحم على أرواح شهداء الجنوب الأماجد الذين ضحوا من أجلنا بأرواحهم وارتوت الأرض بدمائهم على طريق الحرية والاستقلال وندعو بالشفاء العاجل للجرحى الابطال في عموم الوطن الحبيب.

ولقيادتنا السياسية ندعوا بالتوفيق والسداد، والتأييد والنصر، مجددين العهد والولاء بالمضي معها وفي ركابها ذات الطريق حتى يتحقق الوعد، وينتصر الحق، ويُرفع الظلم، وتُستعاد الأرض بحول الله وقوته، وإننا على يقين بوعد الله الأزلي للعباد بإلحاقه الخزي والعار والذل والصغار بالظالمين المتكبرين،  وانتصاره للمظلومين المستضعفين،وما على شعبنا إلاّ الصبر مهما طال الرجاء، وعظم البلاء، وتكالب الأعداء، فإن تأخر النصر فإنه آتٍ لا محالة قال تعالى:(وَمَا جَعلَهُ اللّٰهُ إلاّ بُشْرى لَكُم وَلِتَطمَئِنَّ قُلُوبُكُم وَمَا النَّصرُ إلاّ مِن عِنْدِ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيم)