آخر تحديث :السبت-23 نوفمبر 2024-10:41ص

مظلة الجنوب .. لا مظلة الانتقالي

الخميس - 04 مايو 2023 - الساعة 05:21 م
فضل مبارك

بقلم: فضل مبارك
- ارشيف الكاتب


الحوار قيمة حضارية وثقافية يلتقي على طاولته فرقاء أي عمل قبل أن يكون مدلول سياسي .. 
والهدف من اقامة أي حوار هو التقى عدد من الاطراف للتوافق على صيغة موحدة تجاه القواسم المشتركة التي يجمعون عليها حول قضية معينة ويتناقشون فيما يتعلق بالاختلافات وتعدد الرؤى بهدف تقريب وجهات النظر والمواقف ليكونوا معا توافقا ووحدة صف يسعون من خلاله إلى تشكيل عملية ضغط للوصول إلى تحقيق تلك الأهداف المرجوة والمشاريع التي يسعون ويعملون على تحقيقها ..
وخلال السنوات القليلة الماضية كانت القضية الجنوبية وهي من أكثر القضايا تعقيداً التي شهدت جولات حوار متعددة لاطراف كثيرة .. وللاسف لم يكتب لكثير بل مجملها أي نجاح لأنها لم ترتكز على أسس وموجبات توافق وشراكة بين اطرافها المعنية المختلفة بسبب محاولة استقوى بعض تلك الاطراف والعمل بنظام ( الابوية ) وان البقية عنده ( صبيان ) أو مجرد ابتال .. وان رفعت كثير من الشعارات التي تنادي بالشراكة المتساوية وان الجنوب يجمعنا وان قضيته تخصنا جميعا ... فهي مجرد يافطات تعلق للاستهلاك الاعلامي ..
ومن يتتبع مسيرة تلك الحوارات التي تمت للقوى والاطراف والمكونات المعنية بالقضية الجنوبية لعله وقف في ختامها أنها قد افرزت واقعا متشظيا للمجتمع السياسي والاجتماعي الجنوبي أكثر من ذي قبل وخلقت حالات من الجفوة والتنابذ بين تلك الاقطاب التي يدعي كل منها اهليته لقيادة السفينة الجنوبية ...
واليوم مع بدء أعمال اللقاء التشاوري للمكونات والاحزاب السياسية والمكونات الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني الجنوبية ، فان كثير من أعمال الشد والجذب قد ظهرت وتتبودل بيانات واقاويل الاتهام بين اطرافها ..
وعلى الرغم من أنه لاول مرة في تاريخ القضية الجنوبية تتم الدعوة والمشاركة لهذا العدد من المكونات والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والسياسية إلا أن ذلك لا يعني بأي حال من الاحوال تسليمنا بأن الامور تسير وفقا واحلام وتطلعات ابناء الجنوب ، فهي محاولات عديدة وكبيرة يسعى لها البعض لتجيير هذا اللقاء ومايسفر عنه من مخرجات لصالح طرف واحد دون إعطاء مساحة كافية لباقي القوى والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المشاركة والتي تعنيها الجنوب وقضيته مثلما تعني هذا الطرف ...
ولذلك دعوة صادق نوجهها للمجلس الانتقالي الجنوبي.. أن يوسع صدره أكثر واكثر فليس هو _  وان كان أكبر المكونات على الساحة _ المعني الوحيد بالقضية الجنوبية ، لان استحواذه بأي طريقة كانت أو تكون على ملف تمثيل أو ادعاء تمثيل القضية وان يحمل تفويضا شعبيا امر ليس فيه وجهات نظر فحسب ولكنه أيضا ينقص من رصيده ويخلق له حالة عداء وكراهية وتربص من باقي القوى والاحزاب السياسية والمكونات.. 
لذلك مظلة الجنوب في اللقاء التشاوري تجمعنا وليس مظلة الانتقالي من يجمع تلك القوى والمكونات ...
والله من وراء القصد..
3/5/23