من صور الماضي تجرنا الذكريات للماضي شوية بصعوبة بالغه والرضوخ لرغبة جامحة وملحة تجذبنا للعودة مجددا لفتح ملف الذكريات ..من خلاله نستعيد فحوى مضمون الامس ..من قصص الف ليلة وليلة وشهرزاد وحكايات الاساطير ومغارة علي بابا والاربعين حرامي ، استرسل بشريط الماضي لمجرد المحاولة بالرجوع شوية لطفولتي البريئة وعفويتي وسذاجتي واريد أغوص في احضان الماضي متعة والعودة لأيام الصبا وللفطرة والصدق الذي افتقدته كثيرا بعد غربتي لأكثر من أربعة عقود من الزمن وأعود للمصداقية والطهارة والنقاء الذي سرقته مني قسوة السنين .. واغتصبته اهوال الهجرة ، واتذكر بمرارة التجارب الصعبة مع كبر العمر .. وللسن احكام ..وكبر التضحية ..وضريبة ثمن الغربة فالدهر كل يوم يقسى ويتعنت .. والزمن صار صلبا وعنيدا ، لذلك فضلت الهروب مهرولا الى عهد الطفولة وهو نوع من الهروب الى الخلف ..الى ماضي قديم
وليس للخلق توازن في ذاتي بل استثمار رصيد الذكريات ممزوج بشجن لذيذ يغازل مشاعري .. ويملئ روحي عنفوانا وامل وارادة
وهل استطيع مجددا .. بعد هذا السن من العمر ..
افتش بشوق وشغف في ذاكرة الماضي .. وافرز الغث من السمين وابحث عن صور من مغامرات الاصدقاء ..وخاصة ايام الدراسة ومااروعها ومااحلاها
.. وتعودت كثيرا اوبخ في الفصل لاهمال الواجب اليومي .. لانني كنت كسول وأتعرض للتأنيب ،
كم اشتاق للنماذج من اصدقائي الاعزاء .. بعد ان افترقنا عنوة ..فالبعض رحلو في ذمة الله ..وماعاد عين تبكي على عين ..ولااستطيع اشوفهم الا في خيالي .. والبعض الاخر رحلو وتركو الديار ولهم مني ازكى تحية لانهم لاينسون العشرة سريعا ثم يبتسمون ويمرحون .. مع اول محاولة تواصل بهم كعادتي ..
هواجسي هي للهروب من الواقع .. الى ماضي الاحلام الدافئة والعذبة اسافر بخيالي ..الى عنان السماء الى الافق البعيد واغوص في بحر الاماني واحاول اطلق انفاسي وأحصي نبضات قلبي وانبذ الاوهام عن صدري .. واملئ روحي بجرعة من الرجاء ..كفيظ من غيض ومواساة .. واهيم متوسدا حلم جميل ينام في قاع ذاكرتي الوهنة ، واكتب وامسح ولازلت جامحا في تأملاتي ..وانتزع من اعماقي ملامح وجوه غابت عني لفترة طويلة يسكنون العقل والفؤاد..اصدقاء واخوة انقياء .. بعيدين كل البعد عن الزلات ..لديهم عفة ومناعة عن طريق الهفوات ..تزجرهم طهارة اخلاقهم عن اغراء الشهوات دوما يرتقو الى السماء بعيدا عن هوى التفاهات ..وسراديب المستنقعات لازلت استرق السمع الى اشياء وحاجات .. واللوذ بالصمت والصبر ..واجاهد النفس لانها امارة بالسوء ..وانا على يقين تام انني سأتجاوز ضعفي وقلة حيلتي كلما سنحت لي الفرصة في وقت الفراغ ..امسك قلمي واشخبط كما العمياء التي تخضب مجنونة وبجانبهم العمشاء تسخر وتقول لهم .. خضابك مليح حلو يجنن واجزم هنا بأن وجود القلم بين اصابعي كالفال الحسن يجعلني اتفاءل واحلم واتامل ..
فخواطري ..بلسم جروحي ..التي تنكأت بجفاء سنوات الغربة المتعاقبة والسطور تقربني وتدنوني منكم رغم المسافات الشاسعة التي تفرق بيننا ، ويتملكني شعور بوجودكم معي وبجانبي على طول ..ادنو منكم كالفراش الحائم على نور الشموع وبيننا اشياء طيبة ..تهديها لنا الاقدار كالمحبة والاصدقاء وبشائر السعد وبوادر الخير ، لاضير في شئ لو اسهبت في الكتابة والكلام عن الماضي ..كلمنا اكتووينا بنيران الواقع ..
واعترف جليا بعجزي التام عن مجاراة الحال في الحاضر وانا من اضعف مخلوقات الله ..فلا تلوموني لو وجدتموني مرارا .. اتغنى بالماضي بصوت عالي ومرتفع .. فقديمك نديمك
وملامح الماضي بأطياف صورة .. تجرفني ..وتأخذني للحنين للخلف الى الوراء ويتسلل الشوق الى وجداني فلاادري .. هل ابتسم لان ذكرياتي حلوة وجميلة
او انوح باكيا لان الماضي الحلو لن ولم يعود
فالزمن يمضي مسرعا لايتوقف والتاريخ يدون ويسجل .. فالجميل منه يسطر ويكتب بحروف من نور ..ويخلد فيه النبلاء ..والانذال في مزبلة التاريخ ..والقبح يلطخ دفاتر الزمن .. ويلعن فية الطغاة والمتجبرين
والاغرب بالامر .. اجدادنا الاولين جنوبا يشكرو كثيرا نعمة الامن والامان والسكينة العامة والراحة ..ايام الاستعمار البريطاني .. واليوم نحن بكل اطيافنا ساخطين ومتذمرين الى ماوصلنا اليه في بلادنا من خراب ودمار وفساد ..فقد ابتلانا الله بقوم لايفقهون ..
تمضي علينا سنوات عدة نتحارب ونقتتل ..وعجز الجهلة والمتخلفين من قادتنا من إيصال سفينة الوطن الى مرفأ الامان والسكينة .. بل سارعوا بجرها الى حرب ضروس ..
واقرأ كل يوم على صفحات التواصل الاجتماعي من يترحم على رجال اليمن .. كسالم ربيع علي سالمين وابراهيم الحمدي ..ومن الحسرة والغبن نلجأ الى تمجيد حضارة سبا..وقوم حمير .. والاطلاع على اشعار عبدالله البردوني ..
اخيرا ..اعبر عن مشاعري ..تجاة من احب ..فأنا بالطبع احبكم واحترمكم .. واقدس وطني واعزه فهو تاج رأسي ..