آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

علاقه الآباء مع الابناء في الزمن الجميل غير حاضرنا

الأربعاء - 26 أبريل 2023 - الساعة 06:52 ص

محمد عوض حسن
بقلم: محمد عوض حسن
- ارشيف الكاتب


سنوات تمضي، تمضي معها الأيام بحلوها ومرها وبفرحها وحزنها، سرعان ما ترحل تلك الأيام تاركة وراءها الذكريات بشقيها الجميلة والمؤلمة، تتذكر كل مواقفك التي كانت مع زوجتك، أولادك، بناتك، جيرانك، وأهلك وأقربائك وكل من تحدثت معه وترك أثرًا جميلًا فيك، سنوات رحلت بسرعة وسنوات نعيشها الآن تحمل بين طياتها أشياءً نجهلها ولكن نسعى فيها طالبين التوفيق من الله تعالى، بين الماضي البسيط والحاضر المختلف في تركيبه تمامًا، فقديمًا كانت الحياة تحمل جمالًا ورونقًا يتمثل ببساطتها بكل جوانبها واتجاهاتها.
في الماضي كان الآباء والأمهات يتعاملون مع أبنائهم بمعرفتهم البسيطة، فالزمن في الماضي يخلو من التعقيد والتشابك الذي نشهده اليوم، فالماضي يخلو من مثيرات اليوم ومغرياته...
التربية اليوم لا تخلو من الصعوبة والمشقة بسبب كثيرة الفتن والانفلات الاجتماعي الذي حدث بسبب الاستخدام الخاطئ للتكنلوجيا وسوء إدارة الاسرة وإهمالها من قبل الأبوين، فالدور الذي يقوم به الكثير من الآباء هو دور ضعيف يقتصر على توفير الخدمات الفندقية فقط دون العناية بالجانب الروحي للطفل، وهذا ما يسبب تفكّك الروابط الأسرية بسبب غياب الترابط الروحي والنفسي بين الأبوين والأبناء.
قديمًا كان الأطفال يمارسون اللعب بكرة القدم أو يمارسون السباحة أو بعض الألعاب البسيطة التي كانت سائدة في تلك الفترة، فلا وجود لعالم معقد يحتوي الحسن والسيء كما نشاهده الآن في الانترنت، فوجود فرص تساعد على انحراف الأبناء قليلة لقلة وسائل الفساد كالتلفاز والانترنت وما يحتويه من أساليب شيطانية كثيرة تتطلب الوعي والمعرفة من الكبار قبل الصغار.
وبعد اطلاع الشباب المسلم على معتقدات الغرب تأثر بشكل كبير في ظواهره السلبية كالميوعة والدلع لدى الفتيان والذي يعد شذوذا على الطبيعة البشرية، إذ نرى البعض من الشباب يحاول تقليد الفتيات في لبسها ومشيتها وتسريحة شعرها! وما هذا إلّا ردة فعل للتحول والتجديد الذي أثارته بعض الدول في جواز اعتناق ما تؤمن به ولو كان مخالفًا للذوق العام.
لذلك تطلّب من الأهل بذل مزيد من الجهود في تربية الأبناء من أجل المحافظة عليهم وبناء القيم الأخلاقية وغرسها في نفوسهم منذ الصغر.
يحتاج الآباء والأمهات إلى التعاون والتكاتف والتعاضد من أجل النهوض بالأسرة إلى بر الأمان، فالفتن كثيرة جدًا وعلى الأهل الانتباه والحذر الشديد من أجل تحصين أبنائهم وصيانتهم من الانزلاق نحو الهاوية.
وقد نُسب إلى مولانا الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) حديث تربوي يتناسب مع هذا الشأن حيث قال: "لا تقصروا أبناءكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"
فالآداب يمكن أن تتغير من زمن لآخر، فالملابس وأسلوب الأكل اختلف عن السابق، فلا يمكن أن أمنع ابني من لبس البنطلون الآن أو أمنعه من الأكل بملعقة مادامت هذه الآداب تتماشي مع الشريعة، فالوضع يتطلب أن أسير مع التطور الحاصل مع مراعاة الحفاظ على هويتنا الإسلامية.
ويمكن أن نلخص ما يلزم على الأبوين في زمننا الحاضر أن يفعلوه:
١- أن يطوروا من مهاراتهم التربوية وفقًا لتطور الوضع وتقدم التكنلوجيا.
٢- أن يضعوا قوانين واضحة ومحددة ومختصرة للبيت يمكن تطبيقها من قبل الأولاد، على أن يتم تعليقها في مكان يكون أمام نواظرهم لكي لا يتم نسيانها وأن تتم المعاملة مع الموضوع بحزم وبدون تراخي.
٣- أن يلتزم الوالدان بتلك القوانين أولًا، فلا يمكن أن نطالب الطفل بالالتزام بها ونحن الكبار لا نلتزم بها، فالطفل يتأثر بأفعال الوالدين قبل كلامهم.
٤- أن تكون هنالك مرونة في التعامل مع الأبناء يُسمح بها في الأخطاء البسيطة لكي نعلم الأطفال التسامح.
٥- بخصوص الإنترنت والشبكة العنكبوتية فيجب أن نضع جدولًا محددًا للاستخدام وأن يتم أطفاء الشبكة قبل النوم وفي وقت محدد ومناسب وبدون تراخي ولا يسمح للاستخدام اطلاقًا بعد هذه الساعة.
٦- أن تكون علاقتنا مع أبنائنا وفق الاحترام المتبادل وأن نعلمهم بعض الذوقيات التي أمرنا بها ديننا الحنيف كآداب الطعام وآداب الحديث وآداب المشي وآداب اللبس وغيرها من الذوقيات الاجتماعية.
بقلم .محمد عوض حسن 
25ابريل 2023