آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

وقفة تأمل (عٖيد)

الأربعاء - 19 أبريل 2023 - الساعة 10:27 م

فارس حسين السقلدي
بقلم: فارس حسين السقلدي
- ارشيف الكاتب


ونحن نعيش أجواء عيدية مباركة، هناك من أثقل كاهله العيش والفقر  من قساوة الحياة ومرارة الواقع المعاش وألم حسرات الحاضر وأوجاعه، بل وما وصل إليه الحال من تكالب الزمن ومعاناة منغصات العيش بسبب الأوضاع وغلاء المعيشة وتدهور الأوضاع بشكل عام، خصوصاً الاقتصادية والمعيشية وقطع صلة الأرحام والاقارب لدى البعض وتباعد القلوب والاستهتار بحياة الفقر والفقراء دون وازع ديني وإخلافي ومجتمعي أمام من يعيشون الفاقة وأصحاب الحاجة والعوز الشديد، تمنعهم أنفسهم مد اليد والتسول والعيش على فتات ما لدى الآخرين، وتأبى أنفسهم إلا أن تعيش عزيزة ومعززة دون إهانة أو إذلال (أغنياء من التعفف)، في ظل بروز سمات التفاوت الطبقي والمادي أصبحت فيه لغة المال والتباهي هي اللغة السائدة في مجتمع يتباهى بوضعه المادي والمعيشي، متناسين فضل الله عليهم ونعمه دون مراعاة هذه النعم وكيفية صرفها والتصرف فيها لأولئك المعسرين والفقراء وأصحاب الحاجة، وتلمس هموهم واوجاعهم وظروف أوضاعهم وقدرهم اليسير من الرزق، إلا أنهم أكثر حمداً وإيماناً وقناعة وعزة بما كتب الله وقدره لهم.

فضعوا النفقات والصدقات في أماكنها الصحيحة دون زن أو من أو ظهور أو صدقة يتبعها المن، وصلوا أرحامكم وأقاربكم في أوضاع وأيام كهذه، وتحسسوا لبعضكم البعض وبادروا إلى الخير وعمله، وأكثروا من صدقاتكم فإنها تجبر القلوب وتزيد المودة وتقوي الروابط الأسرية خصوصاً والمجتمعية عموماً، وتذكروا بأن كل من عليها فان وأن الجميع راحل منها ولا يبقى إلا الأثر الطيب والذكر الحسن والعمل الصالح، وتذكروا جيداً بأن هناك مستحقين وفي أمس الحاجة للمساعدة والمساندة والوقوف معهم وإلى جانبهم (أغنياء من التعفف)، فلرب موقف أو وقفة تنال فيها الأجر والثواب أو دعوة تنال منها خيراً وسعة وبركة بالمال والأولاد والعمر، وتلك هي التجارة الرابحة مع الله تعالى.

هداكم الله وسدد خطاكم إلى مافيه الخير أيها الأعزاء وسارعوا إلى الله بالأعمال الصالحة والخيرية الباقية بعد الموت والرحيل، واعلموا أن الموت يأتي فجأة وأن الحياة قصيرة جدا، وأن الغنى والفقر هبة وقدر من الله، فلا المال يبقى ولا الحياة تدوم، وما عندكم ينفد وما عند الله باق..
تصالحوا وتراحموا وساعدوا بعضكم بعضا وتحسسوا حال بعض الناس، وتسامحوا وبادروا بالذكر والزيارات والتواصل فيما بينكم، فإن الله يجزي كل نفس بما كسبت ويعلم ما تسرون وما تعلنون وما في القلوب..
وجزى الله خيراً من عمل وقدم وسعى وبادر وأصلح وسامح وعمل خيراً في الدنيا، والله العالم في كل شيء.. وعيدكم مبارك كل عام وانتم بخير ونسأل الله التوفيق للجميع.