ثمان سنوات والحرب تطحن اليمنيون حيث انعكست على كل نواحي حياتهم المعيشية شهِد خلالها الوطن مأسي انسانية لم يشهدها من قبل في تاريخه المعاصر، لقد دمرت الحرب كل مكتسبات ومقدرات الوطن وقطّعت البلاد الى اشلاء وتباعدت الاسفار وحُطمت البنية التحتية وتحول الشعب اليمني من شعب منتج ميسور العيش الى شعب يُستغاث على ما تقدمة له المنظمات الدولية من معونات ، تلك المنظمات الني حصلت على ضالتها الربحية في اليمن .
لقد وصل اغلب المجتمع اليمني الى حالة من الفقر المُدقع بل وصلت بعض الاسر الى حد المجاعة واصبحت براميل القمامة لدى البعض منها ملجا يومي للبحث عن فضلات طعام يسكت بها جوعه وجوع أولاده واصبح الكثير منها في العراء يفترش الارض ويلتحف السماء ونزح سكان العديد من المدن والقرى واصبح الكثير منهم بلا مأوى وضاع مستقبل اولادهم من التعليم ومات البعض من اطفالهم وشيوخهم من الامراض واوصدت في وجوههم كل سُبل العيش الكريم وتردت الخدمات الصحية الى حد كبير ، ومنعوا من السفر للدول الشقيقة للعلاج نتيجة لتشديد اجراءات الدخول اليها غير آبيهن بالوضع الانساني الذي تعيشه البلاد واخرها مصر الشقيقة واغلب الشباب ترك الدراسة للبحث عن عمل ليشكل مصدر رزق له ولأسرته ومنهم من اتجه الى التجنيد ظمن التشكيلات العسكرية ليحصل على مرتب يساعد اسرته على العيش ومواجهة اعباء الحياة حتى اصبحت بعض كليات الجامعات تفتقر لإقبال الطلاب عليها او على بعض اقسامها ، وتوقف التوظيف واصبح الخريج الجامعي لا يحصل على الوظيفة ، وانهارت العملة الوطنية وارتفعت الاسعار بشكل جنوني واصبح تفكير اغلب الاسر شراء ما يكفي حاجتهم اليومية من المواد الغذائية ، وتقطعت السبل وطالت المسافات بين مناطق البلاد وارتفعت تكاليف السفر ومات المرضى بين الطرق ، وأسُر كثيرة فقدت معيلها وتيتم اطفالها ورُملة نساءها وتحولت حياتهم من نعيم الى جحيم ومن راحة الى شدة لمكافحة صعوبات الحياة ،
في المقابل تحول الكثير من القيادات والعناصر من كافة الاطراف من فقراء ومحتاجين الى تجار واصحاب رؤوس اموال يُشار اليهم بالبنان وتحولت الحياة المعيشية لأسرهم من حياة سهلة وبسيطة الى حياة بذخ ورخاء ، واستولوا على الوظيفة العامة وجعلوها حكراً لهم ولمواليهم ولأقربائهم وكذلك على المنح الجامعية في الخارج ومستحقاتها بالعملة الصعبة على حساب من يستحقها والتعينات في الوظائف العلياء للدولة والسلك الدبلوماسي والرتب العسكرية دون اي معايير قانونية او استحقاقات وطنية وظمأن مرتباتهم بالدولار من موارد البلاد كل ذلك على حساب غالبية الشعب المكلوم وزيادة معاناته .
وكذلك انتجت الحرب من كل الاطراف تجار حروب لا يطيب لهم العيش الا في مناخ الحرب والمتاجرة بها لأنها بالنسبة لهم المجال الخصب للاستثمار سريع الربح البعيد عن الخسارة ومنهم من يعيشوا في الخارج ظامئين لهم و لأسرهم العلاج في ارقى المستشفيات والدراسة في افضل المدارس والجامعات غير مبالين بالحياة النكدة التي يعبشها ملائين من ابناء الشعب في داخل الوطن .
وللأسف الكل يتغنى بالوطنية وخدمة الشعب فلا هو اثبت الوطنية في سلوكه ولا الشعب استنفاد من ذلك .
أخــــــيرا :
على كل الاطراف استغلال فرص السلام والعودة للحوار فلقد ثبت بان الحرب ليست الفيصل في الصراع بل هي محرقة للأوطان وهلاك للشعوب ، ووضع مصالح الشعب والوطن فوق كل الاعتبارات .