آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-02:32ص

النفايات السياسية!

الأربعاء - 05 أبريل 2023 - الساعة 07:06 ص

أحمد قليم
بقلم: أحمد قليم
- ارشيف الكاتب


كما هو الحال كالمعتاد في هذا البلد البائس لا يكاد يمر يوماً يخلو من مشاكل يصنعها السياسيين إلا ونشهد كارثة جديدة يقوم بها وزيرا هنا او مسؤولا هناك وكل مصيبة تكون أدهى واغبى من سابقتها ولأسباب تفاهه يستحي العاقل أن يذكرها وكل هذا نتيجة أزمة النخبة السياسية المستهلكة الناتجة عن إعادة تدوير النفايات السياسية في مراكز قيادة الدولة وتكرار نفس العقول المأزومة التي تعبث بالوطن منذ عشرات السنين ،

كل الثورات او مبادرات التغيير التي حدثت سواءً شمالاً او جنوباً لم تفضي إلى طريق جديد وشخوص جديدة بل جميعها أعادت تدوير نفس الشخصيات بذات الأفكار والعقليات المقرفة التي شبع الملل منها وملّها الشجر والحجر
وبذلك فإننا ندور في حلقة مفرغة وتتكرر الأخطاء وتصنع الأزمات أو بالأصح تتحدث الأزمات على يد مؤسسيها من جديد
وكأن ليس في البلد غير هذه الشخصيات العابثة التي تلهو حسب هواها ، 
وزير الخارجية أحد الأوجه المستهلكة المعاد تدويرها بذات الشكل واللون والفكر والطابع، وبعد إعادة تنصيبه كانت النتيجة إننا حصدنا ما زرعنا وكان الحصاد حصاد أخطاءه التي هي نفس الأخطاء التي اعتاد عليها منذ ان عرفناه في السلطة ، فماذا تتوقع أن نحصد فلا إنجازات في قاموس معاول الهدم، فمن يصلح للهدم لا يصلح للتعمير ابدا.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس مجلس النواب العليمي وغيرهم جميعهم من مخلفات الأنظمة البائدة التي شاركت بإيصال البلد إلى هذا الوضع، ماذا نتوقع منهم  هل نتوقع إصلاح بلد ممن شارك بتدميره؟ أم نتوقع منهم أن يختاروا أشخاص اكفاء وجدد لقيادة المرحلة من شخصيات نفسها معاد تدويرها؟!

إن الفاسدون، والتافهون، يتكاثرون كالبكتيريا ويشكلون مستنقعات من نفس صنفهم أينما وجدوا، بالتالي فإن وجود تافه واحداً في راس هرم السلطة سيؤدي إلى تكوين مستعمرة من التافهون تتغلغل في النظام حتى يسيطر على السلطة جماعة فساد تافهون ، لأن التافه لا يمكن أن يأتي بشخص من غير ذي شاكلته حتى يناسبه ويدعمه .