آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:02ص

ورق... ورق ...ياوطن على الورق

الأحد - 02 أبريل 2023 - الساعة 01:55 ص

نعمة علي أحمد السيلي
بقلم: نعمة علي أحمد السيلي
- ارشيف الكاتب


    تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي  فقرات من حديث  الشيخ احمد العيسي احد رموز اقتصاد المرحلة ورجال الدولة  في الحوار الذي أجراه الإعلامي عارف الصرمي معه من قناة المهرية
       وجه اتهامات خطيرة إلى رئيس الوزراء الحالي معين عبد الملك من ذلك قيام رئيس الوزراء ببيع حقول نفط وتسليم وتسليم قطاع الاتصالات لشركة إماراتية ومنح ضرائب كبار المكلفين للحوثة مجلس الوزراء  وأن معين يتصرف بالبيع والتأجير  كان هذه الممتلكات العامة والسياسية ملكية خاصة له
 اذا صدق العيسي فيما يقوله فهل يحق لمعين عبد الملك  القيام بتلك الخطوات التي تساعد على انتهاك السيادة الوطنية؟؟
وهناك سؤال يفرض نفسه 
اين دور مجلس النواب كسلطة تشريعية لم نسمع له صوتا  حتى بالإدانة لمثل هذه التصرفات  وهذا أضعف الإيمان ام لم يعد لهم أي دور رقابي على نشاط الدولة ومؤسساتها  ولم يعد يربطهم  بمجلس النواب كهيئة تشريعية سوى في استلام المرتبات الشهرية والمكافات وامتيازات الوظيفة والتي تجاوزوا فيها الفترة القانونية المحددة لأكثر من فترة قانونية   
ذلك أن الصمت عن التعليق على تلك التصرفات وعجزهم كسلطة تشريعية عن متابعة ما يجري وتوضيح ذلك للمواطن .
وللأسف فإن مجلس النواب وقيادة الدولة تعيش حالة غياب منذ عقود ولا نسمع لهذه المؤسسة سوى جعجعة دون فعل .
  أن الظروف التي نعيشها اليوم هي نتاج طبيعي لسلبية مجلس النواب وعجزه عن ممارسة دوره الوطني والرقابي وتحول لمجرد ديكور لتحسين سلطة الحاكم الفرد .
وطيلة العقود الثلاثة الماضية لم يكن للمجلس اي موقف وطني يؤسس لبناء دولة العدالة والمواطنة المتساوية بل تحول إلى بوق دعايا للحزب والقائد الرمز
لقد مرت على المجلس قضايا عديدة انتهكت فيها السيادة الوطنية والحقوق الوطنية
فقد رأينا كيف تم تمكين 
مؤسسة موانئ دبي بالسيطرة على ميناء عدن  عند دخولها في شراكة مع ميناء عدن بعقد ونظام أساسي  مجحف  لا يحقق للبلاد سوى الخراب .
ومرر الزعيم عفاش هذه الصفقة 
برخص التراب وبعقد ونظام أساسي يفتقر لأبسط الشروط التي نص عليها قانون الشركات التجارية 
كانت مساهمة الطرف الخارجي  لا يرتقي حتى لبيع بقالة 
وصمتت  حينها كل السلطات التشريعية والقضائيةصمت الجبال أما دور السلطة التنفيذية فكان دور المحلل لهذة الصفقة
في حين كان يفترض أن يقيموا الأرض ولا يقعدوها خاصة وأنه تم التصرف بجزء من السيادة الوطنية ومرتكز اقتصادي عريق.
ولم يقتصر   الأمر على ميناء عدن 
    فاليوم نحن نسمع عن محاولات  دول الاقليم  المحيطة باليمن إلى تقسيم اليمن وفقا لمصالحها.
   هذا سببه أن الدولة والنخب السياسية مرتهنه لد ى دول الاقليم .
 لذا لا غرابة أن تصبح جزيرة مليون قاعدة عسكرية للوكيل وجزيرة سقطرى تباع بالمزاد على مستثمرين أجانب دون علم الشرعية والنخب السياسية وميناء نشطون في محافظة  المهرة 
ولازالت مسرحية  التنازلات مستمرة في ظل غياب دور فاعل ومؤثر للسلطات الثلاث والكل يرمي بالمسؤولية على الاخر  والكل في حالة غياب عن الوعي بالمخاطر التي تهدد الوطن 
المؤسف أن من  يدعون أنهم  الدولة  الشرعية  والنخب السياسية مشغولين بتنمية مصادر تمويل رصيدهم من المال الحرام . ولم يعد الوطن عندهم سوى حقيبة مليئة بالدولار ومراكز استثمار على حساب الوطن .
وليذهب الوطن وأبنائه إلى الجحيم
ان الوطن أصبح وطن على الورق كما قال الشاعر احمد فؤاد  نجم في قصيدته التي غناها الفنان المرحوم
محمد مرشد ناجي  هذه الأغنية ظلت في طي الكتمان ولم تر النور الا في الآونة الاخيرة
يا وطن ....ياوطن .... ياوطن على الورق 
 وايضا ما يجري على أرض الوطن ما قاله الشاعر سلطان الصريمي باعوا الاصابع وخلوا الجسم للديدان
نقولها لقيادة هذا الوطن ولا نلوم قيادات الدول الأخرى وشركات النفطية العالمية 
فالصمت ياسادة بحق السيادة الوطنية عار والف عار 
    خافوا الله الذي لا تخفى عليه خافية وستسألون عنده يوم الحساب بحكم المسؤولية والتكليف وقسم البمين
سبحانه وتعالى القائل
(( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا )) 
     والله المستعان