شهر رمضان المبارك، الشهر الفضيل، شهر الصوم والعبادة ومايحمله هذا الشهر، من روحانية وفرح في قلوب الناس،بمختلف اعمارهم،رجال ونساء، واطفال واغنياء وفقراء.تجد الجميع يهللون، ويستبشرون خيرا بقدومة.ويتفاءلون بمجيئة، وتغمر الجميع الفرحة والسعادة بشهر المحبة والرحمة والغفران.أتذكر وأنا طفل صغير، في سبعينيات القرن الماضي ذكريات جميلة، عطرة راسخة في ذاكرتي، عن هذا الشهر الكريم، لن انساها ابدا ماحييت. كنت طفل صغير، ومع قدوم الشهر، يوقظونا الاهل في ليلة غرة رمضان،للسحور وتناول هذه الوجبة البسيطة، والمكونة من المعصوب واللبن والدهن البلدي.. او من فتة دخن مهروس باللبن والدهن. وكانت جدتي رحمها الله، تصر علينا بتناولها وتقول الخير والبركة في هؤلاء الجهال. ننام ونستيقظ، ونذهب اما الى المدرسة ايام الدراسة، او نرعى الاغنام ايام العطلة. وفي وقت العصر، نصول ونجول على بيوت القرية، ونحن نصفق بعلب قصديرية، وننشد..(مرحب. مرحب يارمضان.. شهر النبي دي عليه الصيام.). وكان اكبرنا يحمل جعبة من الخوص.. يجمع فيها ماكولات من بيوت القرية، كالباجية والسنبوسة واللحوح وغيرها.ومن ثم نتناولها بنهم، والفرحة لاتسعنا. ونذهب نلعب ونلهو حتي يحين اذان المغرب. وعند المغرب وكأطفال، يضع لنا الاهل مائدة منفصلة عنهم ونتاول الافطار بجوارهم ونشرب العصير.. من ثم نخرج نلعب بجوار المسجد. واتذكر وقت صلاة العشاء والتراويح، وبشقازة الاطفال، كنا نسبب ازعاج، وتشويش على المصلين.. وكان الجد سالم علي العلهي رحمه الله، مايزجرنا وكنا نهابه ونهرب من عند المسجد خوفا منه. ومع حوالي الساعة التاسعة والنصف، وبعد صلاة التراويح، نذهب بيوتنا لتناول وجبة العشاء، وكانت الحياة بسيطة وسهلة، وكانت الوجبات ماتتكون من طعام الذرة( المخلم) واللحم البلدي او التونه.. نحن كأطفال صغار، يمنع علينا الخروج بعد العاشرة مساء.. اما الشباب والكبار، فقد كانوا يتسامروا بجانب المسجد، في حلقات مستديرة على تريكات غاز قبل دخول الكهرباء. يلعبوا الكوتشينه والدومنو. الى وقت السحور. سلام الله على رمضان. وليالية الجميلة، وعلى ايام زمان.. اللهم بلغنا رمضان، واعنا على صيامه وقيامه... شهركريم مبارك وكل عام والجميع بخير.بقلم/أبو معاذ.أحمد سالم شيخ العلهي.فرعان /موديه.
