آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-12:12ص

لماذا فشل وزراء الجنوب في التكتل لصالح شعب الجنوب

الأربعاء - 29 مارس 2023 - الساعة 01:52 م

جمال مسعود
بقلم: جمال مسعود
- ارشيف الكاتب


رحبت الجماهير اليمنية والجنوبية رغم اختلافها وتباين مواقفها من التسوية السياسية رحبت باعلان التوافق على تشكيل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب ورحب الجنوبيون اكثر بالتركيبة التوافقية للوزراء الجنوبيون الثمانية رغم التباين الكبير في التوجهات السياسية والفكرية الا ان الاصطفاف امام الرئيس لأداء القسم باختلاف طريقته لم يشكل عائقا امام تقبل هذا التوافق الذي ضم المتناقضات لاطراف اليسار المتطرف واليمين المتشدد جنوبيو المجلس الانتقالي المطالبين بفك الارتباط المتشددين وجنوبيو الشرعية الدستورية اليمنية المتطرفين  ، رحب الجميع بالتوافق والجلوس على طاولة العمل الوزاري برئاسة معين عبدالملك مهما كان القبول به او الرفض له كرئيس للوزراء  ، وفي اول اجتماع للحكومة الانفصالية شمالا وجنوبا استبشرت الجماهير بعودة الوزراء الى عدن ظنا منهم بالبدئ الفوري والحقيقي بمزاولة العمل لصالح الشعبين ان لم يتم التوافق فحتما سيخدم الوزراء تحقيق المصالح دون النظر الى ازمات المواقف وبدى من الوهلة الاولى تكتل الوزراء الشماليين الذين عبروا باساليب ونزعات انفصالية بعدم رغبتهم بالعمل من داخل العاصمة الجنوبية عدن رغم انها الموطن الآمن والضامن لسلاسة عملهم في وزاراتهم الا ان النوازع الانفصالية لديهم والمتحججة بشعورهم بالمضايقات وعدم الحرية في الحركة متناسين ان ذلك الذي شعروا به هو ايجابي اكثر مما كانوا يظنون حيث حرصت الاجهزة الأمنية في عدن ومحافظات الجنوب على تأمين سلامتهم واحاطتهم بطوق امني لايقصد منه التضييق عليهم وتطفيشهم كما يزعمون بل كانت تمثل اجراءات احترازية وزيادة في الحرص تفاديا لدخول طرف ثالث قد يتسبب لاغراض كيدية بالحاق الضرر باحد اولئك الوزراء الشماليين الذين لم يكونوا موفقين في تلككهم وبحثهم عن الاعذار لمغادرة عدن

ولعله كان سوء تقدير منهم حال فعلوا ذلك اذ ان بقاءهم في عدن وتفانيهم في اداء الواجب الوزاري والعمل لصالح الشعب قد يرفع من رصيدهم ويحرج الطرف الذي يدعون انه يعرقل جهودهم وبهذا فوتوا فرصة كانوا سيكسبون بها ود الشعب جنوبا وشمالا لكن صدق النوايا كانت غائبة والعمل لصالح الشعب كان شعارا زائفا ردده اولئك ليظفروا بالحقيبة الوزارية وامتيازاتها الخاصة بهم لاغير 
هذا شأن الوزراء الثمانية الشماليين في حكومة المناصفة الذين شكلوا تكتلا من الوهلة الاولى وعبروا عنه منذ وطأة اقدامهم مطار عدن الدولي وكانوا على قلب رجل واحد اتخذوا مصلحة مشتركة رغم اختلاف المواقف فغلبوا تحقيق المصالح على تباين المواقف 
ماذا عن الثمانية وزراءنا الجنوبيين في الانتقالي والشرعية..؟  ماذا عنهم.. لماذا لم يشكلوا تكتلا جنوبيا لنصف العدد الوزاري ويمارسوا مستغلين وجود المباراة في ملعبهم قصر المعاشيق ومصالح العاصمة عدن الحاضنة الطبيعية لامنهم وسلامتهم وانجاح جميع اعمالهم الوزارية في ظل الغطاء الشعبي والتغطية الامنية الجنوبية بل انه كان بامكانهم ممارسة اساليب الاستقطاب المضاد واستيعاب بعضا من الوزراء الشماليين واستمالتهم لصالح انجاح اعمال المجلس الوزاري  ..؟

لماذا لم يمارس الوزراء الجنوبيين اي جهود للتقريب في وجهات النظر فيما بينهم حتى مع اختلافهم ويعملوا على القاسم المشترك بينهم وهو الانتماء والهوية والانتصار لقضايا الشعب والعمل لخدمته وهذا تاج على رؤوسهم سيلبسهم اياه شعب الجنوب ويرفع مقامهم عاليا  …؟  لماذا فشل وزراء الجنوب في بناء الثقة فيما بينهم والارتباط المصلحي كجنوبيين مهما تباينت مواقفهم تجاه بعضهم البعض لماذا لم يتخذوا من تجربة اجتماع التضاد ضد علي عبدالله صالح الذي جمع اليسار مع اليمين والمتشدد مع المتطرف  ..؟ لماذا لم يلتقي وزراء الجنوب حتى بالسر والتورية والتخفي ويتفقوا على آلية العمل المشترك فيما يجتمعوا عليه خدمة لقضايا شعبهم ويحرجوا زملاؤهم في حكومة المناصفة ويجبرونهم على التماشي مع صاحب الارض الذي يؤمن الحكومة ويوفر كل احتياجاتها الوزارية والخاصة  ؟  لماذا لم يباذر وزراء الجنوب للعمل وفق مبدأ المصلحة تجمعنا والاختلاف لن يعرقل نجاحنا  ؟  لماذا اظهروا واقع التباين والاختلاف وعدم القبول بالآخر واتهام بعضهم البعض بعرقلة جهود الوزارة فمثلا وزير المالية والخدمة المدنية والتربية والتعليم جنوبيون تربطهم قضية مطالب العمال في الجنوب وبنجاحهم معا في تحقيق قفزة نوعية في تعديل كشف الراتب وتسوية اوضاع العمال كان رصيدا مشرفا لهم معا لو فرضوا في تكتلهم الوزاري الجنوبي مع استقطاب ناجح من قبلهم لاستمالة بعض الوزراء الشماليين لتمكنوا من فرض الارادة وانصفوا قضايا شعب الجنوب وانهوا في جلساتهم الوزارية ازمة الكهرباء والاتصالات والرواتب والوقود ولتصدوا لكل ما يعيق المضي نحو تلبية مطالب الشعب في الخدمات والرواتب اقل شي لكن المواقف السياسية البليدة والتعنت والعصبية السياسية الجامدة التي تجعل السياسي يقف امام الجدار يريد ان يخترقه دون فائدة ولا يفكر في تغيير اتجاهه من اجل الوصول الى هدفه بوسيلة اخرى لقد خيب وزراؤنا الجنوبيون آمالنا وتركوا ثغرة للشيطان ينفذ منها الينا في التضييق علينا في الخدمات والتعاملات الوزارية طيلة السنوات الماضية من بعد الحرب وفي هذه الحكومة بالذات التي اتيحت لها الفرصة بان تكسر حاجز الصمت وتمارس عملا سياسيا قائما على تغليب المصالح على اتخاذ المواقف لكن للاسف تظل العقول المتجرة لاولئك المؤملين بعودة العجلة الى الوراء واجترار الماضي والدوس على تضحيات الشهداء والدماء الزكية التي انسكبت في كل بيت جنوبي
ليقف امام شعبنا عائقا ومعرقلا لتنميته وتطويره وازدهاره اولئك الذين ينتظرون علم الجمهورية اليمنية ان يرتفع في جبال مران وواضعين العصي امام الدولاب الجنوبي مانعين حركة التنمية في الجنوب وعتابنا لوزرائنا وسياسيينا الجنوبيين الذين طيلة ثمان سنوات لم تتسع دائرة المشاركة والاستقطاب لتستوعب اخوتهم الجنوبيين وانقاذهم من حالة التيه التي هم فيه وتسببوا بسبب تلك المواقف في افشال جهودهم المشتركة في خدمة الجنوب وشعبه واضاعة الفرصة التي كان بامكانهم ظاهرا او باطنا الاتفاق على القواسم المشتركة معا ونسيان الخلافات مؤقتا والعمل لخدمة شعب الجنوب ولكن للاسف وقعنا في شر اعمالنا وشمتنا فينا الخصوم