تهنئة بقدوم شهر الخيرات و البركات

**عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:(أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز و جل  عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء و تغلق فيه أبواب الجحيم و تغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرم).رواه النسائي و صححه الألباني.

*قلتُ:و الحديث لا يسلم من مقال فهو و إن كان رجاله رجال الشيخين إلا أن  رواية أبي قلابة عن أبي هريرة رضي الله عنه مرسلة.

**و ورد أيضا من حديث أنس رضي الله عنه قال:دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إن هذا الشهر قد حضركم و فيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله و لا يحرم خيرها إلا محروم)رواه ابن ماجة.

*قلتُ:و لا يسلم هذا من مقال لسببين:
الأول: أنه من رواية محمد بن بلال التمار و هو ضعيف و روايته عن عمران القطان فيها غرابة و هنا يروي عن عمران القطان. 
السبب الآخر:عمران القطان هذا ضعيف أيضاً.

**و ورد أيضا من حديث سلمان رضي الله عنه مطولا بلفظ:(يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم…الحديث).

*قلتُ:و هذا الحديث منكر كما قال ابن أبي حاتم فإنه من رواية علي بن زيد بن جدعان و هو مع ضعفه فقد تفرد به.

و قد ذهب بعض أفاضل العلماء إلى تحسين أصل الحديث لشواهده.

**قال الإمام ابن رجب رحمه الله(لطائف المعارف):قال بعض العلماء:هذا الحديث(يعني حديث أبي هريرة المتقدم)أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان.

كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟
كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟
كيف لا يبشر العاقل بوقت تغل فيه الشياطين؟
من أين يشبه هذا الزمان زمان!

جاء شهر الصيام بالبركاتِ…فأكرم به من زائر آتِ

قال معلى بن الفضل:كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم. 
و قال يحيى بن أبي كثير:كان من دعائهم(اللهم سلمني لرمضان و سلم رمضان لي و تسلمه مني متقبلا).

بلوغ شهر رمضان و صيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه.

أتى رمضان مزرعة العبادِ…لتطهير القلوب من الفسادِ
فأدِّ حقوقه قولا و فعلا...و زادك فاتخذه للمعادِ
فمن زرع الحبوب و ما سقاها...تأوه نادما يوم الحصادِ)اه بتصرف يسير.

أقول:فما بعد هذا الوعظ و التذكير إلا الجد و التشمير
فشمروا عن سواعد الجد و الاجتهاد و تقربوا لرب العباد و تزودوا من التقوى خير زاد.

اللهم كما بلغتنا رمضان غير مفتونين فأعنا على صيامه و قيامه و تقبل منا إنك أنت السميع العليم.

و شهركم مبارك أيها الأحباب و الأصحاب و كل من قرأ الكتاب

🖋️أبو الحسن جلال بن ناصر المارمي.