آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-02:36م

جبهات الضالع.. صمود اسطوري رغم الخذلان

السبت - 25 مارس 2023 - الساعة 02:53 ص

مهيب الجحافي
بقلم: مهيب الجحافي
- ارشيف الكاتب


تسطر القوات المسلحة في جبهات شمال الضالع، انتصارات عظيمة في وجه المشروع الفارسي وأدواته المتمثلة بمليشيات الحوثي الإرهابية، وعلى الرغم من الخذلان المتعمد من قبل الحكومة والتحالف لهذه الجبهة ومقاتليها إلا أن معنويات الابطال بالجبهة في السماء، ولم تتزحزح قيد أنملة، وهذا ما تتميز بها القوات المسلحة أنها مصدر فخر واعتزاز للجنوب.

ففي عام 2019م عندما قطع التحالف العربي الدعم على جبهة الضالع، ظنت المليشيات حينها أنها قادرة على كسر الجبهة وإسقاط الضالع بيدها، فحشدت جميع طاقاتها المادية والبشرية وعززت ميلشياتها المرابطة في جبهة الضالع بعشرات الالوية وأحدث الأسلحة الثقيلة والطيران المسير، ولكن كانت جميع محاولاتها الهجومية تبيت بالفشل الذريع أمام صمود القوات المسلحة والمشتركة بالجبهة، والى يومنا هذا والمليشيات الحوثية تتلقى الضربات الموجعة في ملاحم بطولية تسطرها القوات المسلحة والمشتركة بالجبهة.

فقبل عام من اليوم حينما قطع التحالف العربي مرتبات القوات المسلحة في جبهة الضالع وجبهات الجنوب بشكل عام، فقد ركزت المليشيات انظارها على جبهة الضالع، ورأت أن عملية قطع كافة أوجه الدعم العسكري على الجبهة، وكذا قطع المرتبات على المقاتلين بالجبهة تعتبر فرصة ثمينة لكسر الجبهة، غير آبهة بأن صمود القوات المسلحة أكثر قوة من أي وقت مضى، وأن عملية قطع الدعم والمرتبات لا تهز شعره من شوارب الأبطال، وهو الأمر الذي سول للمليشيات حشد قطعانها الكبيرة من جديد نحو هذه الجبهة ليكون مصير تلك القطعان الموت في محرقة الضالع كسابقاتها.

هذه الخسائر الحوثية الفادحة في جبهة الضالع يقابلها صمود اسطوري للقوات المسلحة في الجبهة، ولأن خسائر المليشيات الحوثية اعداد كبيرة، فقد وصل الأمر بها إلى أن تنتقم وتثائر من قتلاها وكانت تلجأ إلى استهداف المدنيين والنساء والاطفال والمدارس والمرافق الصحية بسلاح المدفعية والطيران المسير، بصورة إجرامية لا تقدم عليها إلا الجماعات الإرهابية.

أن ذلك الصمود الأسطوري للقوات المسلحة بالجبهة، يجعل الجميع الى رفع القبعات أمام أولئك المقاتلون المرابطون بين الجوع والعطش والبرد والمطر في مواجهة ملالي إيران، وأن نقف بكل إجلال وإكبار أمام تلك الانتصارات العظيمة التي سطرتها وتسطرها، بل ويضع اؤلئك المتحدثون تحت يافظة قتال الحوثي وفي مقدمتهم الحكومة والتحالف إلى ترجمة أقوالهم ومساندة هذه الجبهة ومقاتليها الذين اذاقوا مليشيات الحوثي مرارة الهزيمة والانكسار، لأنه من المؤسف عليهم أن يتحدثوا بقتال الحوثي في الشاشات وفي الأرض يمارسون سياسة قطع الدعم والمرتبات على القوات المسلحة بالجبهة..!

فجبهة الضالع التي حطمت أحلام إيران على أسوارها، وكسرت المشروع الفارسي بالمنطقة كأول محافظة في البلاد تصنع النصر وتتحرر من ذراع إيران، والتي يجب على الحكومة والتحالف العربي إحترام صمود هذه الجبهة وتضحيات أبناءها الجسمية وتقديم الدعم العسكري الكامل لمقاتليها، بدلا من الخذلان والتهميش الذي يصب في خدمة المليشيات الحوثية ومشروعها الملالي.