آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-07:21ص

آه من وسط الألم

الجمعة - 24 مارس 2023 - الساعة 11:18 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


شكى مشط القدم من ألم أصابه، فسهر له الجسد كله، عجز هذا الجسم عن حمل هذه القدم التي كانت تتعاون مع أختها لتحمل كل الأعضاء، عجز كل الجسم عندما توقفت القدم عن العمل، ولم يستطع أي عضو أن يقوم بمهمته على أكمل وجه، ولم يستطيعوا عمل شيء إلا السهر لتطبيب تلك القدم التي أرهقتها السنوات الماضيات، توقف العقل عن التفكير إلا في كيفية نقل القدم سنتيمترات بسيطة، وتوقفت العينان إلا من المراقبة لئلا يصطدم أحدهم بالقدم، وحرست اليدان تلك القدم المتألمة، وضخ القلب كل ما لديه من مقاومة نحو القدم، يا الله كيف رأيت قول رسولك حقيقة معاشة، فمرض عضو واحد، وتداعى الجسد كله ليسهر على راحة ذلك العضو، حاولت أنام فأبت العينان النوم، وسهر القلب متيقظًا، وظلت اليدان متحفزتان، وأمست القدم الصحيحة بمثابة الوسادة لأختها المريضة، وسرت حرارة الجسم في جميع الأعضاء، فسالت دمعات عندما تذكرت قول الحبيب المصطفى: كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.

  عندما أتحرك لا يستطع كل هذا الجسم حمل قدم واحدة، وإذا تعاون عجز عند ارتفاع 3 سنتيمترات، فأي عمل جبار تقوم به هذه القدم التي لا تلاقي منا الاهتمام الكبير في الطبطبة عليها، فكل ما يفعله الجسد كله هو الحمى والسهر، فكل عضو في جسم الإنسان له أهمية لا تقل عن بقية الأعضاء، فسبحانك ربي.