آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

رمضان

الثلاثاء - 21 مارس 2023 - الساعة 10:31 ص

جاكلين أحمد
بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


فُرض الصيام حتى يشعر الغني بعوز وحاجة الفقير، فيصل ذلك الغني إلى ضرورة أن يكون عونا للفقير وعلى أن يحافظ على ما آتاه الله من نعم ويشكره على مابه من خير. 

لكن هل هذا مايحدث حقيقة، هل يشعر الغني بجوع الفقير عندما يصوم عن الطعام والشراب؟ هل يصل إلى قناعة أن هناك حاجة ملحة للوقوف مع الفقير والمحتاج وأنه لابد أن يكون عونا لهم؟ هل تدب الرحمة في قلوب الأغنياء وهم يسمعون قرقرة أمعائهم لساعات معدودة فيتسائلون كيف هو حال أمعاء الفقير المحتاج ؟ 

في الحقيقة أن مايحدث هو العكس لايشعر الغني بأي شيء سوى الجوع والعطش والحاجة إلى النوم أطول ساعات ممكنة هروبا من الشعور بالجوع والعطش حتى يحين موعد الافطار. 

وموائدهم مكدسة بالأطعمة من كل مالذ وطاب وما اشتهت الأنفس بعد صيام طويل لم ينلهم منه سوى الجوع والحاجة للماء. ليلهم مليء بالطعام والتسابق عليه حد التخمة ونهارهم نوم وهروبا من احساس الجوع . فكيف يشعر هؤلاء بالفقير الذي لايجد قوت يومه أو شق تمرة. 

الواقع أن رمضان لم يعد هو ذلك الشهر الذي يأتي مرة كل سنة لينقي الحواس ويبعث في النفس الحس بالمسؤلية والشعور بالفقير والكثير من العبادات . بل تحول إلى شهر السهر أمام التلفاز ومتابعة المسلسلات و محاولة ملء البطن بأكبر قدر من الطعام انتقاما من الجوع الذي نالهم طول النهار، ونوما في النهار هربا من الحرارة والشعور بالجوع والعطش. 

لم يعد للمسلمين من رمضان سوى فرحة التكدس في الأسواق من اجل شراء احتياجات رمضان والسهر امام التلفاز والأكل حد التخمة والنوم في نهاره .