آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:13ص

بوابة طارق !!

الثلاثاء - 21 مارس 2023 - الساعة 01:52 ص

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


كيف يمكن النظر إلى الحالة الخاصة من نمط السلطة التي يتمتع بها عضو مجلس القيادة طارق صالح منذ مدة في إدارة الشأن الداخلي خاصته؟
هل يحق لطارق ما لايحق لغيره؟!
الحديث هنا عن نزعة تنموية يقودها عضو مجلس القيادة طارق صالح في الساحل الغربي - منطقة نفوذه الفعلية - منذ فترة ليست بالقصيرة بدعم مادي مباشر وسخي من دولة الإمارات ومباركة سعودية معنوية وأن تراجعت كثيرا في الآونة الأخيرة، في حين يغيب مثل هذا الأمر عن نمط سلطة وأجندات بقية أعضاء مجلس القيادة بإستثناء العرادة إلى حد ما وبعض المشاريع الخجولة في مأرب ..!!

ففي الوقت الذي يبدو فيه أعضاء مجلس القيادة مرتبكون وعاجزون عن أداء أي عمل سلطوي حقيقي أو حتى تحرك سياسي معبر عن رغبة ذاتية يودون تكريسها واقعا، يبرز عضو القيادة طارق صالح وحيدا في مهمة تطبيع واقع جيوسياسي مختلف يحمل قناعة الرجل وتوجهاته الحالية بشأن مستقبل الصراع الراهن، فهناك المشاريع التنموية غير المتوقفة، رفقة المشروع السياسي المتمدد عبر إنشاء الفروع السياسية بوتيرة غير صاخبة لكن مستمرة .

يميل طارق في الغالب إلى التعاطي مع واقع الصراع بطريقة شبه منفردة وغير خاضعة بالضرورة لصبغة مجلس القيادة الرئاسي الذي يتنتمي إليه، وهذا أمر في حد ذاته يحمل دلالات سياسية عدة يصعب إغفالها، ولعل في مقدمة ذلك أن لاوجود لتوافق سياسي حقيقي بين جنبات مجلس القيادة فيما يتعلق بالموقف السياسي لطرف الشرعية من شكل الدولة المفترض، والسبب غالبا بإعتقادي يرجع لخلاف الرؤى والمصالح بين رعاة مكونات مجلس القيادة أنفسهم بشأن المستقبل السياسي للبلد..جانب من حقيقة الخلاف الكامن وراء غبار الخلاف المتجدد بين منظومة القوى المشكلة لكيان مجلس القيادة حاليا، وخارطة نفوذ الأطراف الموالية للتحالف في حقبة هادي سابقا .

بإختصار شديد، يرتبط - في رأيي- ذلك النمط من شكل السلطة الذي يجسده العميد طارق اليوم بطبيعة الواقع السياسي المراد تأطيره مستقبلا، فما يجري أشبه بإستراتيجية تطبيع وتمهيد لإطار الدولة وشكلها المفترض وفق رؤية خارجية بالتأكيد، والتي يبدو أنها رؤية تمضي في سباق مع الزمن، وليس في حسبان رعاتها ضرورة إنتظار عقد التفاهم الدولي الكامل بشأنها ..شيء ينتمي لديناميكات الأمر الواقع .

ولربما أن جاز لنا التعبير عن تلك الرؤية بصورة أكثر موضوعية فإن بالإمكان وصفها بالتوجه الإستباقي لفرض واقع معين يتم تأسيسه عبر إيجاد الأرضية الصلبة المطلوبة لتمكين ذلك الواقع أو حتى للتقليل من فرص نجاح مساع تجاوزه كليا لحظة حلول التوافق الاقليمي والإلتفاف الدولي خلف رؤية شاملة لتسوية الأزمة السياسية باليمن .

محمد الثريا