خاطرة عابرة في رحلتي للأردن واتفاقية التعاون الجمركي العربي
بالأمس القريب وتحديدا مساء يوم الجمعة السابع من اكتوبر 2022 غادرت مطار عدن الى الأردن لحضور الملتقى الأردني المقدسي الثاني لرواد الكشافة والمرشدات العرب حضوريا وذلك خلال الفترة من 8_14 اكتوبر لدعوة كريمة تلقيتها للمشاركة بالملتقى وحضور اجتماعات اللجان العاملة في الاتحاد على هامش الملتقى ، لكنني هنا لست بصدد مشاركتي بالملتقى ، ولكنني اتحدث بهذه الخاطرة عن مجموعة من كادر القطاع الجمركي الوطني التي شاءت الصدف أن نذهب برحلة واحدة مساء تلك الجمعة المباركة معا الى الأردن ونلتقيهم بينهم أخوة اعزاء وصديق حميم لي وهو الكادر الجمركي الوطني الخلوق الاستاذ حامد الشاطري وزملاءه الاعزاء ، حيث كانوا ذاهبين لورشة عمل خاصة بالنظام والتعاون الجمركي العربي حسب مافهمت منهم بشكل عاجل وسريع وقد جلس بجانبي بالمقعد احدهم الاستاذ فضل علان وحال وصولنا مطار عمان مع بعض كل منا اتجه الى مهمته التي سافر من اجلها وقد مازحني صديقي الخلوق الشاطري مودعا لي سنعود بأذن الله مع بعض فرحلة العودة لنا واحده ..وفعلا عدنا مع بعض وجلسنا ترانزيت وتبادلت الحديث معهم فيما انجزوه بالورشة وبارك لي الشاطري حامد على حصولي على الوسام المقدسي والتمست منهم اهمية وقيمة الورشة التي حضروها ورأيت بوجوهم سعادة كبيرة بنجاح مشاركتهم وأن هناك افاق جديدة تنتظر العمل الجمركي العربي...رغم فهمي البسيط بأبجديات هذا القطاع الحيوي لكنني حبيت هنا أن أتناوله كخاطرة سردية
حيث تابعت مؤخرا الاخبار السارة التي تؤكدها تقارير صادرة عن الجامعة العربية ان اتفاقية التعاون الجمركي العربي دخلت حيز التنفيذ وتحديدا مطلع شهرنا الجاري وأن هناك تطورا ايجابيا وملحوظا على مستوى العمل الجمركي العربي والتي شددت اقصد التقارير على ضرورة التعاون بين الادارات الجمركية لزيادة كفاءة وتسهيل التجارة العربية
وقد جاء ذلك في كلمة الامين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية الدكتور /علي المالكي لدى افتتاح اعمال الاجتماع ال57 للمديرين العامين للجمارك في دول اقليم شمال افريقيا والشرق الادنى والاوسط برئاسة الأردن
وقد أشار المالكي بان الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ ومن شأنها توثيق التعاون بين الادارات الجمركيه بالدول العربية بما سينعكس ايجابا على المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية العربية.. كما أوضح ان الاتفاقية تهدف تعزيز التعاون بين الادارات العربية لتبادل المعلومات والتحريات وتفادي أي جرائم ومخالفات للتشريعات الجمركية الى جانب تحقيق درجة عالية من تبسيط وتنسيق الاجراءات الجمركية والذي يعتبر من الاهداف الاساسية لزيادة كفاءة وتسهيل التجارة العربية .
حيث يعد قطاع الجمارك من القطاعات المهمة في دول العالم كافة كونه يعد من الركائز التي تقوم عليها الاقتصادات الوطنية لافتا الى دور ذلك القطاع الحيوي في مراقبة التجارة الخارجية ومكافحة الجرائم الاقتصادية في ظل عولمة الاقتصاد والدور الامني الذي يقوم به من خلال مكافحة الغش وعمليات التهريب العابرة للحدود ، واضاف ان شعار اليوم العالمي للجمارك الذي اطلقته منظمة الجمارك العالمية لعام2023 هو (رعاية الجيل القادم من خلال تعزيز ثقافة تبادل المعرفة والفخر المهني بالجمارك) مبينا انه تم وضع العنصر البشري على رأس اوليات عمل الجمارك لهذا العام تاكيدا على اهميته باعتباره اداة وهدفا للتنمية الاقتصادية في ذات الوقت
وهنا اقول للكادر الجمركي الوطني بالعموم انكم ثروتنا الحقيقية والاداة الفاعلة وهدفا للتنمية الاقتصادية وعلى الدولة وأي حكومة تعمل اليوم أو مستقبلا أن تمنح الكادر الوطني لبلادنا في هذا المجال اهتماما اكبر وأن تعي كل الحكومات المتعاقبة بأن لدينا كادر بمواصفات خبير في العمل وتلك المجموعة الرائعة التي شاركت بتلك الورشة الخاصة بالنظم الجمركية العربية والتي التقيتها برحلتي الى الاردن اقول لهم أن مجهوداتكم وحضوركم وربما اخرين من زملاءكم شاركوا في اكثر من ورشه ... لم يذهب هدرا وهنا احي قيادة القطاع الجمركي على اختيار تلك الكوادر المشرفة لتمثيل هذا القطاع الوطني الهام والتي اتوقع انها اسهمت وأستفادت كثيرا من تلك الورشة الجمركيه العربية ....واليوم بدأ محصول الحصاد يظهر لتلك الافكار والتوصيات التي تتمخض عن مثل تلك الورش النوعية واللقاءات الجمركيه العربية من خلال تبادل الخبرات والكفاءات في أكثر من زاويه.جمركيه متعددة...
وهنا اناشد دعم مثل هذه الكوادر وتشجيعها وتنميتها..فهنيئا للعمل العربي المشترك وهنيئا لكل كادر وطني وعربي جمركي هذا المخاض والنجاح بحسب التقارير للجامعة العربية لهذا القطاع الحيوي
وفي الاخير هل حكوماتنا تضع العنصر البشري الذي يعد اغلى ثروة نمتلكها على رأس الاوليات في القطاع الجمركي والقطاعات وهل يحظى الكادر الجمركي الوطني فعلا بأهتمام الادارة القيادية الاقتصادية الوطنية بأعتبارهم اداة وهدفا للتنمية الاقتصادية كما هو في جميع انحاء العالم
الاجابة عند من نقصدهم في قيادة الدولة والحكومة من رأسها حتى أسفل الهرم الاقتصادي فيها وعليهم الانتباه وألا على الدنيا السلام لأن العمل واجب في رفد القطاعات المهمة ومنها القطاع الجمركي الذي يستحق الانتباه له وللكادر العامل فيه في بلادنا والذي لم يحظى بتقدير ورعاية. وأهتمام
واختم بما نوه ذلك التقرير الذي قدمه المالكي نهاية الشهر الماضي بالأردن أن المسارات السياسية وإن أمنت أخيرا تدفق الامدادات الغذائية والاسمدة من اوكرانيا وروسيا إلا أن تهديدات اغلاق الامدادات النفطية مازالت قائمة في ظل اجواء توتر العلاقات الروسية الاوروبية...
كما قال ان الاقتصاد العالمي يعيش معدلات غير مسبوقة للتضخم والخطر الاكثر تهديدا ان يتحول تباطئ النمو الى ركود بما سينعكس سلبا على اداء الاقتصاد العالمي حيث يتوقع أن يخسر الناتج الاقتصادي العالمي اربعة تريليونات دولار حتى2026
هكذا كانت رحلتي للاردن ولقائي بالشاطري حامد وزملائه الكرام وكانت هذه الخاطرة الجمركية مع خالص شكري ومحبتي لهم