آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

الاقتصاد الأزرق في التنمية المستدامة الحديثة

السبت - 18 مارس 2023 - الساعة 05:41 م

عدنان الحالمي
بقلم: عدنان الحالمي
- ارشيف الكاتب



أصبح الاقتصاد الأزرق محركا أساسيا للنمو والتنمية المستدامة وفي هذا الصدد تعد البحار والمحيطات مصدر أساس ومحركا للنمو الاقتصادي ويعد أحد العوامل الرئيسية التي تحدد قوة البلاد ومستواها ,ولقد أدرك المجتمع الدولي والدول المتقدمة الأهمية التي يمتلكها الاقتصاد الأزرق كونه فرصة جديده تنسجم تماما مع روح الاستدامة والقدرة على الصمود لذلك دعت خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030م أن يكون الاقتصاد الأزرق الركيزة الأساسية لتحقيق أهداف هذه الخطة .

 والاستفادة المثلى من مستقبل هذا الاقتصاد عملت بعض الدول على إعداد تصورات ودراسات تصل بعضها على اعتماد الدول 30٪ من إيرادات الاقتصاد الأزرق لعام 2030، وفي مجالات هذا الاقتصاد تكمن عدة قطاعات حيوية منها النقل البحري والخدمات اللوجستية والطاقة وتحلية مياة البحر والصناعات البحرية والقطاعات البحرية الخدمية مثل احواض اصلاح السفن وبناءها وأحواض تكسير وتدوير السفن المتهالكة  وكذلك السياحة والثقافة البحرية والترفيهية وكذلك الصيد وتربية الأحياء البحرية ومشاريع عديدة متعلقة بهذه المجالات البحرية ، وهناك محاور استراتيجيه لقيام هذا الاقتصاد منها الشراكة والتعاون الدولي وبناء البعد البشري القادر على الإنتاج والعطاء والبناء المؤسسي الحديث ...الخ
وفي بلادنا تتوفر عوامل لنجاح استراتجية الاقتصاد الأزرق لامتلاك بلادنا خط  ساحلي كبير يتسع لعمل جميع الاستثمارات البحرية وتتوفر فيه بيئة مناسبه خصبة مشجعة لقيام العديد من المشاريع البحرية المستدامة، وامام هذه الفرص تقف تحديات وعراقيل كثيرة منها إلضعف في الإدارة المتطورة وعدم وجود استراتيجيات مستقبلية وخطوات متسلسلة تعمل بحسب دراسات ورؤية واضحة للقادم فإن الاقتصاد الأزرق ينمو بجهود متكاتفة من جميع الوزارات والاطراف ذات صله بهذا المجال المهم، ويتطور بعمل قاعدة مشتركة ذات صلابة وقوة تتحدد عليها  المهام والاعمال المدروسة المناطة بكل جهة وبكل شخص وفق برنامج زمني محدد ،ولن يحدث هذا إلا بتوفر الكادر  البشري في المجال البحري فإن الكادر المؤهل المصقول بمهارات ومعارف هو الركيزة الأساسية لقيام هذه المشاريع ، وفي بلادنا توجد المعاهد والكليات البحرية في مجالات متعددة بالجانب البحري ولكن لا توجد اي خطط وتوجهات للاستفادة من هذه الكوادر فيكون مكانها البطالة وليس اماكن الإنتاج والعمل ، لذلك فإن الاستفادة من الكوادر البحرية وعلى وجهة الخصوص قسم الهندسة البحرية الذي يتخرج منه مهندسين بمعرفة عالية وثقافة واسعة يعد عامل اساس في صناعة النقل البحري ووصولا إلى الاقتصاد الأزرق......