آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

مصطلح سياسي .. أزعجكم ؟!

الثلاثاء - 14 مارس 2023 - الساعة 02:00 م

د. عارف محمد أحمد علي
بقلم: د. عارف محمد أحمد علي
- ارشيف الكاتب


لماذا ؟ انتم لا تريدوا لا هذا ولا ذيه ـ كيف الحل ؟ تنادوا بالوحدة ، وهو علمياً مرض وراثي  ونفسي عضال يعني الانفراد والانعزال إلا أذا اقترنت بكلمة أخرى لتعطي معنى مراد لشيء أفضل من معنى انفرادها ، انتم لا تُدرِكون معناه ، وخصوصاً عندما يرتبط بشعار الوحدة أو الموت ؛ نحن نقول لكم عشار مطبوخ بالي من  محصول زراعي قديم ، لكن شعارنا الجديد زعزع مفاصل أجسادكم بأعدادها الكثيرة مفصل مفصل ، تعلمنا منكم رفع السعر بداية طيلة 33 عاماً بعد أن حول الوطن لمتجر ملابس ثم هبوط أسعاركم بتدخل العم ، بكم قلت له ثمنه ، قال : بعشرة آلاف ريال ، لا لا ، نقص 9500 ريال هدفنا التسهيل لتشتروا منا " انفصال أو فيدرالية" .

خلط الأوراق لإفشال الكل من خصومك ظاهرة أمتاز بها أهل الخير ، وهذا من عوائدهم ، بحيث تُظهِر بأن رأيك صواب على طول الخط مخالفاً به قاعدة الإمام الشافعي ، لا يجب المجادلة فيه لأنه من  نواتج مكونات خلايا مسماة " خلايا وحدوية" بالرغم عند سؤال طالب لي في الإعدادية أن يُعرف خلايا وحدوية أستنكر هذا السؤال : فأجاب لا توجد يا أستاذ خلايا أسمها وحدوية ، هذه جديدة لنج ، الصحيح هناك خلايا عضلية ، وعظمية ، و دهنية ، ... الخ ما ذكرتها لنا جديدة سنضيفها عندما ترجع صنعاء عبر المقالات ، وتعيد طباعة كتاب العلوم .

انتم كمن يسمع أذان الحق ولا يُريد أن يتطهر من أدران أعضاءه الخمسة بالماء العذب أو بماء البحر المعروض أمامك ؛ يريد منا التيمم لتقبل صلاتنا ، وقد انتفى شرط قبول الوضوء بتوفر الماء ، هذه من هدى المُسلم المطلع الذي يعتقد في دينه اليسر وليس العسر  ولا يتوشم لا بزند أو عضد بل كانت كرذاذ لسان في وقت مزحة سياسية بإخراج راقي ، ولكن توقيع البيض كان كبوة حصان .

مخاوف من شأنها أن تصبح قرار كارثة أن تحل في داركم حينها تتساءلون إلى أين الهجرة والفِرار ؟ لا يمكن بعدها أن تناطح مجتمع دولي بجيوب خالية من وقود الطاقة المُحرك للألسنة، لأن الكل موقع ، فتتساءلون كيف سنعيش بحثاً عن قوت يومنا .

أنتم تجار الكلمة لن تخضعكم لن ترهبكم كلمة واحدة "فيدرالية" تستطيعوا إيقافها بسيل من الكلمات ، لتظهروا عيوبها بما يتواءم ومصالحكم النقدية العليا  حتى ، وإن  كانت ديناً إلى اجلٍ مُسمى فهذا يُعظم من فوائدها وقت حصاد ، فتحظى بالاهتمام ، لأنكم دعاة إنضاج الُلحمة من زمان .

الكشف أو الطرح عن أية نشاط سياسي يحظى باهتمام العالم أصبح يعيق شرور النفس الإمارة بالسوء وتحركاتها في زرع الفتنة وبذور الخلاف من تاريخ منسي مُزِق كتابه من الغلاف إلى الغلاف ومحو مداد كلماته ببحر ساحل أبين ، يستخدموا تاريخنا بأدنى سلوكيات الأدب ـ كمُسْلِم ، هم من خطوه بمكر مدادهم عندما كنا ذو نزعة قومية كانوا يستخدمون ثقافتنا كفنادق توفر لهم سُبل العيش والسكن والتعليم ، عندما جئنا بكم شعثٌ غبر ، ويستخدمونها الآن لتهريب كل مُمَزِق إلى حاضرنا بعد أن أفلسونا من رجالات عظماء الجنوب بمكرهم فأصبحت بضاعتك اليوم غير مشروعة تالفة انتهى مدة صلاحيتها ، تُصادر عند كل منفذ حدود الجنوب ، وتحرق في ساحة علن بحضور كل أطيافه بعد إعلانهم وتوقيعهم على محاضر الإتلاف .

نمط كتابي وحواري مستمر مستميت مزعزع لاستقرار الجنوب من الجيل الذي بلغ عتيا من العمر ومن الجيل الذي ننظر إليه بأنه متحرر من الهيمنة والاستعباد الفكري ، ولكن ظهر العكس فزادت من شدة حرارته طرح مصطلح الفيدرالية فأصبح هذا الطرح شبيه بمعالجات المجتمعات الحية لعبثية الإنسان لبيئته ، فحصل التصادم مع إنسان المجتمع المتخلف فكرياً فلا يقبل جديد الطرح إلا إذا حصل على فائدة ما لم سيظل على عبثيته لا يؤمن بمخرجاتها ، ولو كان الهدف أسمى ، الحفاظ على قطرة دم تراق ، والسبب لأن خلايا دماغه الذي يفكر به تتغذى من خلايا وحدوية .

هكذا هم اعتراضه في عمق البحر لكل جديد قبل أن تصل إلى سواحلِهم للفت الأنظار ليتزود كل واحد منهم بسلاحه الذي يحظى باهتمامه ؛ سلوك قديم له أثر تاريخي عند الشعوب قديمها ، حين تم استبدال القارح أو دق الطبول أو إشعال الحطب بسلاح الكلمة المزيفة يراد بها باطل للاستعداد للمنازلة لاستهلاك هذا المصطلح  حتى ينخفض مستوى الدعاية له في وقت عالمي مضغوط للبحث عن حلول كخطوة أولى لخفض صدى الانفجار .

خوفهم من مصدر الطرح أشد من كلمة المصطلح  ، يتردد سمعه في كل حين "بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية" في خطاب حامل القضية الجنوبية العادلة ، أمسى  هذا الطرح كبرد قارص أصابهم في مقتل فجمد خلاياهم الوحدوية الطفرة في كل مخيمات النزوح الواقعة في الأوطان العربية والإسلامية والغربية ؛ حلبة جديدة فتِحت للصراع ببيان الجيلاني ليسجل به مطالبته عودة الجنوب إلى بيت الطاعة .

دواعي الخوف هذه أنتجت خلايا وحدوية لن تتعاطى مع هذا الطرح الجديد وستكون وظيفتها الأساسية الإطلاع بدور بارز للتخفيف من تداعيات الجديد بمجموعة من التوصيات لِخفض مستواها الاحتفائي بمحاضرات مسائية لطلاب الوحدة في مدارس نازحي الخارج أو الداخل في أرض الجنوب ، مع جملة من الأنشطة تستهدف التجمعات السكانية التي لا تربطها مع نازحي الخارج أدنى مقومات المساواة في نوع السكن والتعليم وماء الشرب أو حتى في جعالة العصرية ، وأماكن تبذيرها .

حالات اختطاف أحلامنا تعددت بطرق عديدة ، ومن إطراف مختلفة لا يزال سجانها الجديد حبيس كلماتها القديمة يرددها كسابقيه ليصنع منها وسيلة إعدام مع مجموعة من التوصيات للضحية ، والمحامي لِيختتم بها منطوق حكمه فأصبحت سابقة في تنفيذ أحكام قضائية قابلة للاستئناف ، ومراحل التقاضي التاريخية .

ما زال هناك صحفيون يرتكبوا بأقلامهم حالات احتجاز لحرية الشعوب التي تربت على الإنعتاق ، سجلت ملاحم بطولات قديماً ،وحديثاً ، وذلك عبر نشر مجموعة من الرؤى والأفكار السلبية السوداوية مستهلكة وقتها وجهدها فيما لا ينفع معتمدة على ساكني مخيمات نزوح الخارج  مما أسهم علاجها في زيادة أعباء المرض فزاد من حجزها في مناطق العزل لأعوام قادمة كثيرة برضاها .

بدأت علاقة التزوير معنا منذ اعتقالنا بالوحدة بعد أن قتلوا أحلام الشعبين وجعلوا منها صورة في متاحف عبث أطماعهم ، فتصدر خطاب فسدتهم  أحلامنا وجعلتم من ساحات الوطن الكبير آنذاك قاعات محاكمة بدلاً من إيجاد الحلول والمعالجات الجادة مما أفقد السياسي والمواطن الجنوبي صبره من وضع وجد فيه نفسه مسلوب الإرادة كشريك أساسي لم يتحقق ما حلِم به فأختتمتم شراكتنا بحرب صيف 94م و أعلنتم تكريم الجنوب بالهزيمة تحت مبرر إعادة الفرع إلى الأصل ؛ فأين أصبحوا الأصول .

فانخفضت بعدها أسعارنا كبشر ، وارتفعت ماديات أرضنا بكثرة الشركاء المتشاكسون على غنيمة الوحدة  تحت مسميات عدة وتراجعت خطابات الوطنية المزيفة بالمساواة والعدالة الاجتماعية  سواء بينهم ، وبين عناصر التهام الجنوب المنتقمون لمدة عقدين من الزمن وأصبحت أعوامه أعياد قومية بتزوير مستندات رسمية تجاوزت الخطابات الشعبوية إلى الكتاب المدرسي لأطفال الجنوب بسبب مساندة فئة قليلة منا لا تمتلك روح مُسامِحة لعبثية مراحل سياسية سابقة مما أفقدت نفسها كرامتها لشهوة سلطة أو سد فاقة من دولارات مدنسة بخيانة شعب كان ينظر إليهم شعب الجنوب قامات سياسية في مخزونه التاريخي فوضعت نفسها في سلال النفايات بعد أن استنفذ مجهودهم كحطب مرحلة .

لا مجال لتثني قامة باسقة كشجرة مثمرة مع فروعها الأساسية التي تأتي أُكلها كل حين ؛ فقد حاول حطابكم الكبير النيل منها  بتجفيفها بمغريات مادية عظيمة ففضلت العيش على مبادئها كصروح تاريخية باقية لجنوبنا الحبيب لمثل هذه المنعطفات الكبيرة كشاهد إثبات وداعم لحقوقنا ؛ وهنا لا يحتاج إلى قناة إعلامية تكفي تصريحاته لتصل عبر شاشة عملاقة بمساحة وطننا الجنوب دون تردد يضبط .