آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-05:20م

عيب

الثلاثاء - 14 مارس 2023 - الساعة 01:37 ص

داؤد محمد لمغود
بقلم: داؤد محمد لمغود
- ارشيف الكاتب


كلمة عيب كانت قائدة ورائدة في زمن الآباء والأجداد وضعت حجر الأساس لأصول التربية الصحيحة والسلوك القويم

قديما كان العم يربي والأخ يعاقب والخال يضرب والجار يعاتب والزميل يلوم والمجتمع يعيب والصديق ينصح لذالك كان العيب محاصراً من كل جانب حتى أن كلمة عيب يحسب لها ألف حساب

كلمة عيب عرفناها من أفواه الآباء والأمهات وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا وتصحيح مسار حياتنا وتهذيب نفوسنا  

كان يقال للشاب عيب لا تقف على طريق النساء فتربى ذالك الفتى على غض البصر وحسن الخلق

كان يقال للبنت عيب لا تلبسي كذا فتربت تلك الفتاة على الحشمة والأدب والحياء والستر 
وغيرها الكثير من الامثلة التي كانت كلمة عيب فيها اساس التربية وركنها المتين

عيب كانت خطبة يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة لم يكونوا خطباء ولا دعاة أو مُفتين وإنما هي كلمتهم الحاضرة دائمًا بينهم لإحياء فضيلة وذم رذيلة

مالذي تغير حتى تغيرت تلك المفاهيم فأصبحت كلمة عيب شبه مغيبة وإن قيلت يتم الرد على قائلها بعنف وتوبيخ

افتقدنا كلمة عيب كثيرا في زماننا ففقدنا معها الاحترام والتقدير وصلة الرحم والصدق والامانة وحسن الخلق والحشمة والحياء وغيرها الكثير

داود محمد لمغود