آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

في وداع القاضي فهيم

الإثنين - 13 مارس 2023 - الساعة 09:05 م

أحمد سيود
بقلم: أحمد سيود
- ارشيف الكاتب


القاضي فهيم غادر دنيانا وحيدا في شقته في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي.. رحل بصمت تاركا لنا تاريخ ناصع من الوطنية والصدق والانسانية والاعمال الخيرية وتساؤلات تبحث عن اجابات بكل شفافية.
هل تم التخلص منه او ان ملك الموت كان يتقرب منه رويدا رويدا.

رحل القاضي فهيم ولم يكن مستعدا للرحيل ولم نكن نحن مستعدون لرحيله.
رحل فجأة او تم ترحيله...
لا اخفيكم قلبي يقول ان في الامر أنة وقلب المؤمن دليله.
نؤمن بالقضاء والقدر ونؤمن بساعة الرحيل ان ازفت ونؤمن انه لكل اجل كتاب. وان الموت حق. وان التساؤل حق. وان موت الفجأة ازداد في زمننا هذا..

القاضي فهيم جمعتني به الايام في اواخر العام ٢٠١٥م في احدى الفعاليات المدنية ووجدت الوفاء بمعانيه مكتملا فيه والصدق والحب لعدن واهلها وناسها الطيبين.
حين شمر الجميع ساعدة لاستعادة وجه عدن الجميل الذي شوهته الحرب  كل محبيها وأؤكد كل محبيها شمروا  سواعدهم لاعادة تطبيع الاوضاع فيها بعد اشهر عجاف من الحرب.
وبعد تجاوزها للالم جاءوا ناهشيها وشحذوا  انيابهم لينهشوا جسدها الذي بدا يتعافى بجهود القاضي فهيم وامثاله من المخلصين. 
كان قريبا من شباب المجتمع المدني والناشطين الاجتماعيين وبدا العمل معهم  برفقة عدنان الكاف.
كان توجههم مدني انساني ولم تكن السياسة هاجسهم. كان متواجدا بين الناس حين غاب الكثيرون يتنقل من مدينة لاخرى ومن حي لآخر ومن شارع لشارع حتى يتلمس معاناة ابناء عدن ويقدم ما يستطيعه من مساعدة لهم عبر مؤسسته الخيرية التنموية التي انشاها بمعية ابنائه وبناته من شباب وشابات عدن..

لم يكن ميالا للسياسة والنشاط السياسي بل للمدنية وسلطة القانون وتفعيل دور القضاء من خلال وظيفته رئيسا للمحكمة التجارية حينها وترقيته فيما بعد حتى صار قاب قوسين او ادنى من رئاسة المحكمة العليا او مجلس القضاء الاعلى.
وحين غاب الكثير جراء الوضع الامني  المتدهور التي شهدته عدن ابان فترة ما بعد الحرب وطرد المليشيات الحوثية من عدن 
كانت عدن همه وشغله الشاغل.
احبها حد الجنون اخلص لها حد الادمان. اصبح مدمنا حبا وعشقا وهياما في عدن وربما ذلك الحب والعشق لعدن هو من قتله فالحب يقتل احيانا.

فنم قرير العين ايها الغالي. ونسال الله ان يكرم نزلك في الجنة ويعصم على قلوبنا وقلوب اهلك وذويك  ومحبيك بالصبر
إنا لله وإنا إليه راجعون...
.                 . المكلوم حزنا لرحيلك.