آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-06:31م

القادة قادة حتى وإن غابوا

الأحد - 12 مارس 2023 - الساعة 10:18 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


يظل الأسد أسدًا حتى وإن ابتعد عن مملكته، فالأسد ربما يبتعد عن مملكته عندما يزعجه صخب الضباع، ويكدر صفو هدوئه جلبة يحدثونها، فيغادر المكان ليستريح، ويأخذ حظه من الراحة، ولكنه سرعان ما يعود فتولي تلك الضباع هاربة.

  وبعض الرجال قادة إن حضروا حتى وإن غابوا، فالقيادة تحن لهم، ومكانهم لا يملأه أحد، وهذا هو حال ذئب عله المناضل الجسور صاحب مقولة: نحن لسنا سلعة معروضة للبيع، إنه مهندس المرحلة المهندس أحمد بن أحمد الميسري، فنعم الرجل هو حاضرًا وغائبًا.

   بعض الرجال يمثلون دولة، وبعض الدول لا تعادل رجلًا في عالم السياسة، والوطنية، وهناك أمثلة كثيرة منثورة في هذا العالم، فبعد صدام حسين اهتزت العراق، وأصبح شعبها يجلد ظهره، ويلعن أيامه الحاضرة، ويبكي على مجده وأيامه الماضية، وفي قلب أوروبا جعل بوتين من روسيا دولة تعادل الاتحاد السوفييتي أيام مجده، فورثت مجد السوفييت، فأصبحت روسيا قطبًا يوازن كفة الولايات المتحدة الأمريكية.

  ومن عدن العاصمة حكم الميسري، فتحدى أمبراطوريات المال، فكان يتحدث وبدون مجاملة، فنجح في إقامة دولة من كرسي نائب رئيس الوزراء، فتنفسنا دولة أيام كان هو الدولة بكل تفاصيلها.

  وفي جنوب شبه جزيرة العرب يعيش رجال أقلهم شأنًا يمثل قبيلة بحد ذاته، وما نحن بصدد الحديث عنه رجل مثَّل دولة، فعندما تبوأ منصبًا في الدولة مثل من خلاله دولة متكاملة الأركان، فقد كان قِبلة كل الساسة والقادة، وكانت الدول تتسابق لخطب وده، ولكنه أبى ألا أن يمثل سيادة دولته، فلم يخضع، ولم ينكس راية وطنه، ولم يرفع بجانبها راية تنافسها، فكسب حب الوطنيين في وطنه، هذا الرجل الدولة هو المهندس أحمد بن أحمد الميسري الذي كان في يوم من الأيام يمثل الدولة في عدن، فكان مكتبه عامرًا باللقاءات التي تعقد للحفاظ على الدولة، وفي تلك الفترة عاشت عدن وكل المناطق المحررة الدولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

  تحية للمهندس أحمد الميسري رجل الدولة، وعنوان النظام، وعنفوان الوطنية، وسيظل الوطنيون لهم رمزيتهم، وإن غابوا، وهذا هو حال رمز الوطنية مهندس الحرية المهندس أحمد الميسري.