آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-02:25م

هل يقود الصلح السعودي الإيراني لولادة حالة أشبه بـ مجلس أمن خاص بدول الشرق الأوسط ؟

الأحد - 12 مارس 2023 - الساعة 07:29 ص

مالك الروقي
بقلم: مالك الروقي
- ارشيف الكاتب


عام 2003 غزت القوات الأمريكية العراق ، لتبدأ الشرارة الأولى لانفلات الوضع الأمني في الشرق الأوسط ، كان العراق في ذلك الوقت رغم انعزاله حجر توازن بين العرب والفرس والترك .

انهيار العراق جعل هذه الأمم الثلاث تحتك بشكل مباشر لأول مرة كدول مستقلة وتقلق على أمنها ونفوذها ، وساهمت الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008 بدفع عجلة الصدام حيث تسببت هذه الأزمة بانكفاء غربي عن الشرق الأوسط ، ترجم ببدء الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2009 .

هذا الانكفاء الغربي كشف الجدار الوهمي الذي كانت تشعر بوجوده دول الشرق الأوسط، وهنا شعرت إيران وتركيا بأن المنطقة مكشوفة أمامهم ببروز فرص التكسب من خلف هذا الانكفاء الدولي عن المنطقة ، ولم تكن أحداث 2011 إلا ترجمة لانكشاف هذا الجدار الوهمي لينطلق الصراع بين الدول الثلاث ..

وجدت إيران نفسها قادرة على بسط نفوذها في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين في سنوات قليلة في ظل حالة من عدم المبالاة الغربية حيال نشاط طهران ، وقاومت السعودية هذا النفوذ بشراسة في كل تلك المناطق ، هذه المقاومة السعودية أغضبت البيت الأبيض في حالات كما حدث في البحرين واليمن حيث قادت السعودية عمليات عسكرية لمواجهة النفوذ الإيراني هناك .

وفي الجانب الآخر وجدت تركيا نفسها قادرة على بسط نفوذها في ليبيا وتونس ومصر وشمال سوريا وشمال العراق والصومال في سنوات قليلة من خلال جماعات الإسلام السياسي وفعلت السعودية كذلك دوراً في مواجهة هذا النفوذ التركي .

فقدت تركيا نفوذها في مصر وليبيا وتونس ..

وفي المقابل فقدت إيران : 
البحرين واليمن وتورطت في لبنان بأزمته الاقتصادية والعراق بشعبه الثائر ضد النفوذ الإيراني ..

هذه الفوضى التي حلت بالمنطقة وهذا الصراع بين الدول الثلاث اقنع صناع القرار بأن الجلوس على طاولة المفاوضات هو الحل بدلاً من هذا الإنهاك الاقتصادي والسياسي والعسكري  ، لذلك شهدنا في العامين الماضية الصلح التركي السعودي وبالأمس بوادر الصلح الإيراني السعودي .

إن اجتماع الدول الثلاث على طاولة واحدة كفيل بخلق مستقبل مستقر للشرق الأوسط ويقطع الطريق أمام تدخل الدول الكبرى ويضمن المصالح الوطنية لكل دولة تريد صناعة مستقبل وتنمية لشعبها ، متى ماصحت النوايا والعزائم للوصول لهذا الهدف .

هذا التقارب قد يجعل من منظمة كمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم كبرى دول المنطقة كالسعودية وإيران وتركيا وباكستان ومصر كفيلة بتسريع الوصول للهدف لـ دول بينها الكثير من المشتركات .