آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-10:52م

السياسة هي الابن العاصي للثقافة والأدب

الثلاثاء - 07 مارس 2023 - الساعة 04:30 م

دنيا الخامري
بقلم: دنيا الخامري
- ارشيف الكاتب


الثقافة هي الركيزة الأساسية في تطور المجتمعات والشعوب فإذا أردت أن تنظر إلى أمة وتعرف مدى وعيها أنظر إلى مثقفيها.. ومجتمع بلا ثقافة هو مجتمع يسكنه الجهل والتخلف عن ركب الأمم ولا يتطور إلا إذا كان أبنائه مثقفين.. وهناك فرق كبير ولا مجال للمقارنة بين إنسان مثقف وآخر غارق في الجهل.. 
الاهتمام بالتعليم والثقافة أولاً إذا أردنا أن نكون أمة يشار لها بالبنان، فتحرير المجتمع عقلياً وفكرياً أهم من تحرير الأرض، فماذا سنجد بأرض وعقول ابنائها الساكنين فيها متصلبة تبحث عن العبودية وتهوى العيش الممتهن وفي داخلها أُنتهكت كافة حقوقها.
فالثقافة هي وتد كل مجتمع. والمثقفين والأدباء يمثلون واجهة المجتمعات وتطورها وهم صوت الشعب المكبوت وقناديلها المضاءة ومن خلالهم تستطيع رؤية مستقبل البلد، فهم يعدون بمثابة الصفحة الأولى لتطوير المجتمع قادرين على خلق جيل واعي قادر على تجاوز جرثومة التبعية والسلالة والعبودية للرموز والأشخاص. ولا يقوم بالإصلاحات أو يقود الثورات ويجابهون الظلم والاستبداد ويناضلون من أجل الحقوق والحريات سوى المثقفين وأرباب الفكر ورواد الكلمة والشعراء والفنانين فهم وعي الأمة وملهميها.
وبما أن السياسة هي الابن العاصِي للثقافة والأدب التي كلما اشتدت السياسة والحرب استمع الواعيين لصوت الأدباء والمثقفين فإن هناك علاقة جدلية بين الثقافة والسياسة وبين الفكر والواقع وصراع قوي في مجالين مختلفين فالسياسة اصطلاحاً تعني حكم الدول ودراسة المبادئ التي تقوم عليها الحكومات وعلاقتها بالثقافة تراتبية لربطها بين المواطن والدولة، والسياسي المحنك هو باعتقادي الشخص المثقف الذي يجمع بين الثقافة والسياسة في آن واحد..
لكن السياسة تظل لعبة قذرة تُفهم بالحدس وليس بالثقافة فالرؤية السياسية تختلف من شخص لآخر بمدى تفسيره وحدسه للمواقف التي تحدث، ومعنى أن نكون بشر هو الأهم فالإنسانية هي التي تقضي على كل السلبيات والشرور التي تطورت في صفات الكثير من البشر وخير مثال ما نمر به في أوطاننا ما هي إلا شرور بعض البشر وتجردها من الإنسانية التي استرخصت عليهم فقدان ضمائرهم وأوطانهم.